لقد صحّ عن رسول الله أنّه لعن أبا سفيان والحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وصفوان بن أميّة في قنوته (١) وهم من أقطاب قريش ، وفيهم أبو سفيان رأس بني أميّة.
وصحّ عنه صلىاللهعليهوآله قوله لمّا أقبل أبو سفيان ومعه معاوية : اللهمّ العن التابع والمتبوع (٢).
وفي آخر : اللهمّ العن القائد والسائق والراكب (٣) ، وكان يزيد بن أبي سفيان معهم. وقوله صلىاللهعليهوآله في مروان بن الحكم : اللهمّ العن الوَزغ بن الوزغ (٤).
فبنو أميّة بعد عجزهم عن ردّ صدور أحاديث اللعن رووا عن أبي هريرة قوله صلىاللهعليهوآله : اللّهم إني أتّخذ عندك عهداً لن تُخلفنيه ، فإنمّا أنا بشر ، فأيّ المؤمنين آذيته ، أو شتمته ، أو لعنته أو جلدته .. فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقرّبه بها يوم القيامة (٥)!
ومن المعلوم أنّ هذه الروايات لا تّتفق مع أصول الإسلام والسير التاريخي والفكري لرسول الله ، وما جاء به من مفاهيم ، لأنّه قال : إني لم أُبعث لعّاناً وإنّما بعثت
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ / ٢٢٧ كتاب تفسير القران ، باب سورة آل عمران ، ح ٣٠٠٤. الفردوس ١ : ٥٠٣/ ح ٢٠٦٠ ، انظر : صحيح البخاري ٥ : ٢٠١ كتاب المغازي ، باب ١٣٥ / ح ٥٥٦ ، الإصابة ٢ : ٩٣ ترجمة سهيل بن عمرو بن عبد شمس.
(٢) وقعة صفين : ٢١٧ ـ ٢١٧ ، باب ما ورد من الاحاديث في شأن معاوية ، وانظر : المحصول للرازي ٢ : ١٦٥ ـ ١٦٦.
(٣) وقعة صفّين : ٢٢٠.
(٤) انظر : تلخيص المستدرك للذهبي ٤ : ٤٧٩.
(٥) صحيح مسلم ٤ : ٢٠٠٧ ـ ٢٠٠٨ ، كتاب البرّ والصلة ، باب من لعنه النبيّ صلىاللهعليهوآله ح ٢٦٠١ ، مسند أحمد ٢ : ٣١٧.