هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١) في الكشّاف إضافة اللهو إلى الحديث معناها التبيين وهي الإضافة بمعنى من ـ إلى قوله : ويجوز أن تكون الإضافة بمعنى من التبعيضيّة كأنّه قيل ومن الناس من يشتري بعض الحديث الّذي هو اللهو منه ، واللهو كلّ باطل ألهى عن الخير وعما يعنى ، ولهو الحديث نحو السمر بالأساطير والأحاديث الّتي لا أصل لها ، والتحدّث بالخرافات والمضاحيك ، وفضول الكلام وما لا ينبغي من كان وكان ، ونحو الغنا وتعلّم الموسيقار وما أشبه ذلك وفي حديث النبيّ صلىاللهعليهوآله لا يحلّ بيع المغنّيات ولا شراؤهنّ ولا التجارة فيهنّ ولا أثمانهنّ وعنه عليه الصلاة والسلام ما من رجل يرفع صوته بالغناء إلّا بعث الله عليه شيطانين أحدهما على هذا المنكب ، والآخر على هذا المنكب ، فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتّى يكون هو الّذي يسكت وقيل الغنا منفذة للمال مسخطة للربّ مفسدة للقلب (٢).
الغناء مشهور فكلّ ما يسمّى في العرف بها فهو محرّم إذ لا معنى له شرعا قيل هو ترجيح الصوت المطرب وما اعتبر المطرب بعض ، والأصل أنّ تحريمه ثابت فكلّ ما يقال إنّه غناء فهو حرام إلّا ما استثنى مثل الحداء فان ثبت اعتبار الترجيع والطرب في الغنا فهو المحرّم فقط ، وما نعرفه ، وإلّا فيحرم الكلّ ، والاحتياط في ترك الكلّ.
في الكشّاف : والمراد بالحديث هنا الحديث المنكر كما جاء في الحديث الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش في مجمع البيان : وأكثر المفسّرين على أنّ المراد بلهو الحديث الغنا ، وهو قول ابن عباس وابن مسعود وغيرهما ، وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام وأبي الحسن الرضا عليهالسلام قال منه الغنا وروي أيضا عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال هو الطعن في الحقّ والاستهزاء به إلى قوله : فعلى هذا فإنّه يدخل فيه كلّ شيء يلهي عن سبيل الله وعن طاعته من الأباطيل والمزامير والملاهي والمعازف ، ويدخل فيه السخريّة
__________________
(١) لقمان : ٦.
(٢) راجع تفسير الكشاف ذيل الآية الشريفة.