فهو يراه الصديق الأكبر ، مع أن الإمام علياً عليهالسلام قد كذب هذه المقولة بشدة .. حيث قال :
«أنا الصديق الأكبر ، وأنا فاروق هذه الأمة ، لا يقولها بعدي إلا .. الخ ..» (١).
١٥ ـ «واعلم يا بني ، أن القلب إذا تحقق بالأسرار المكتتمة التي حصلت في منزل الأنبياء ، أدخله الله سبحانه وتعالى من الحضرات الإلهية ستمائة حضرة ، وستة وعشرين حضرة ، إلا أبا بكر الصديق (رضي الله عنه) ، فإنه أدخله الله سبحانه وتعالى في هذا المقام ستمائة حضرة وخمساً وعشرين حضرة.
وأما السادسة والعشرون ، فهي له حضرة العزة خاصة.
ونحن لنا حضرة العزة ، وهي لنا السادسة والعشرون ، غير أن هذه الحضرة العزية التي لنا متفاضلة بيننا ، وما بها على الكمال إلا الصديق الأكبر (رضي الله عنه) ، ووجودها كمال في حقنا ، أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم له في هذه الحضرة ستمائة حضرة وأربع وعشرون حضرة ، ينقص عن الصديق بدرجة وهو الكمال في حقه. والخامسة والعشرون له حضرة القرب الكلي. وغيره من الأنبياء ، ليس مثله في هذا المقام ، أعطاه الله تعالى في كل حضرة سراً ، لا يجده في حضرة أخرى ، بعضها أرفع من بعض ، على التفاضل الذي بين الحضرات ..» (٢).
١٦ ـ وقال : «اعلموا : أن كثيراً من أهل طريقتنا ، كأبي حامد الغزالي ،
__________________
(١) راجع مصادر ذلك في : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ ص ٤٥ / ٤٩.
(٢) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص ٣٥٢.