٢ ـ وقال : «وشكا لرسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم أبو هريرة : أنه ينسى ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ..
فقال له : يا أبا هريرة ، أبسط رداءك ..
فبسط أبو هريرة رداءه ، فاغترف رسول الله غرفة من الهواء ، وثلاث غرفات ، فألقاها في رداء أبي هريرة ، وقال له : ضم رداءك إلى صدرك.
فضمه إلى صدره ، فما نسي بعد ذلك شيئاً يسمعه ، وهذا كله من هذا المقام ..» (١).
٣ ـ ثم إنه يدعي أيضاً تبعاً لروايات أهل السنة : أن لعائشة مصحفاً خاصاً بها ، وأن فيه زيادة ليست في مصاحف المسلمين ، وهي أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ..
«وقد أثبتتها عائشة أم المؤمنين في مصحفها بواو التوكيد ، وهذا في المسألة من أعظم تأييد» (٢).
أما نحن فنعتقد : أنه لو صح أن عائشة قد أضافت في مصحفها كلمة : «وصلاة العصر» فإنها إنما فعلت ذلك على سبيل التفسير ، لا على أنه من القرآن المنزل على رسول الله صلىاللهعليهوآله ..
أو أنها أضافت إلى القرآن ما ليس منه ، تحريفاً لكلام الله عن مواضعه ..
__________________
(١) الفتوحات المكية ج ٣ ص ٣٨٢ و ٣٨٤ بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
(٢) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثانية) ص ٣١١.