إننا في الختام نعيد التأكيد على بضعة نقاط ، هي التالية :
وبعدما تقدم نقول :
أولاً : إن ما ذكرناه في الفصول المتقدمة ، على كثرته ، وتنوعه ، ما هو إلا غيض من فيض ، مما جاء في مؤلفات محي الدين ابن عربي .. وكنا نستطيع : أن نذكر أضعاف ذلك ، ولكننا أضربنا عنه خشية أن نكون قد اقترفنا بذلك جريمة اغتيال بغيض لوقت القارئ ، وتسببنا بنفاد صبره ، وتضييع جهده ..
كما أن ذلك قد يكون غمطاً لحقه ، إذا كان ممن تكفيه الإشارة ، إذ لا تبقى هناك حاجة إلى حشد النصوص له بهذه الغزارة ..
ثانياً : إن احتمال أن يكون ابن عربي قد استعمل التقية في جميع ذلك وسواه مما أضربنا عن ذكره ، ما هو احتمال بارد ورأي فاسد ، وتمحل غير وارد ..
إذ إن ذلك يفقد كتبه مصداقيتها ، خصوصاً إذا كان ثمة شك كبير في أن يكون مبرر للتقية بهذا المستوى في عصره ، وفي المناطق التي عاش فيها ، وهو الذي لم يكن ملزماً بالإقامة في بلد بعينه ، وقد كان ينتقل من مكان إلى مكان ، فهل كانت التقية مهيمنة عليه في هذه الأقطار جميعاً؟!
وهل كان غير قادر على التحول عنها إلى مواضع لا يحتاج فيها إلى التقية؟!