فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ومن أغضبها فقد أغضبني ، ومن أغضبني فقد أغضب اللّه ، ومن أغضب اللّه أكبه اللّه على منخريه في النار (١).
ووقائع الصحابة الدّالة على عدم القول بعدالة الجميع كثيرة ، راجع البخاري ومسلم في ما جاء عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث الحوض تعلم صحة ما ذهب إليه الشيعة ومن نحا نحوهم من السنّة ، فأي ذنب لهم إذا قالوا بعدم عدالة كثير منهم؟ وهم الذين دلوا على أنفسهم ، وحرب الجمل وصفين أكبر دليل على إثبات مدّعاهم ، والقرآن الكريم كشف عن سوء أحوال كثير منهم ، وكفانا سورة براءة دليلاً ، ونحن ما أتينا شيئا إذا؟ ألا ترى إلى ما أحدثه الطاغية معاوية ، وعمرو بن العاص ، ومروان وزياد ، وابن زياد ، ومغيرة بن شعبة ، وعمر بن سعد ، الذي أبوه من العشرة المبشرة بالجنة على ما زعموا ، وطلحة ، والزبير ، اللّذان بايعا عليّا عليهالسلام ونقضا البيعة وحاربا إمامهما مع عائشة في البصرة ، وأحدثوا فيها من الجرائم الّتي لا يأتي بها ذو مرؤة.
فليت شعري هل كان وجود النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بينهم موجبا لنفاق كثير منهم ، ثم بعد لحوقه بالرفيق الأعلى ـ بأبي وأمي ـ صار كلّهم عدولاً.
ونحن لم نسمع قط بأن نبياً من الأنبياء أتى قومه وصاروا كلّهم عدولاً ، بل الأمر في ذلك بالعكس ، والكتاب والسنة بيّنتنا على ذلك ، فماذا أنت قائل أيها الأخ المحترم؟
فأجابني : حقاً لقد أتيت بما فيه المقنع ، فجزاك اللّه عني خيرا.
__________________
١ ـ راجع : فضائل الصحابة ، أحمد بن حنبل : ٧٨ ، المصنف ابن أبي شيبة : ٧/٥٢٦ ح ١ ، صحيح البخاري : ٤/٢١٠ ، شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد : ١٦/٢٧٣.