ثم أن السجود على قطعة من الطين الجاف أكثر دلالة على الخضوع (١) والتواضع لله ، فإن السجود هو غاية الخضوع ، ولذا لا يجوز السجود لغير الله سبحانه ، فإذا كان الهدف من السجود هو الخضوع لله ، فكلما كان مظهر السجود أكثر في الخضوع لا شك أنه يكون أحسن ، ومن أجل ذلك استحب أن يكون موضع السجود أخفض من موضع اليدين والرجلين ، لأن ذلك أكثر دلالة على الخضوع لله تعالى.
وكذلك يستحب أن يعفر الأنف بالـتراب في حال السجدة (٢) لأن ذلك أشد دلالة على التواضع والخضوع لله تعالى ، ولذلك فالسجود على الأرض أو على قطعة من الطين الجاف أحسن من السجود على غير هما مما يجوز السجود عليه ، لأن في ذلك وضع أشرف مواضع الجسد ، وهو الجبهة على الأرض خضوعاً لله تعالى وتصاغراً أمام عظمته.
أما أن يضع الإنسان في حال السجدة جبهته على سجاد ثمين ، أو على معادن كالذهب والفضة وأمثالهما أو على ثوب غالي القيمة ، فذلك مما يقلل من الخضوع والتواضع وربما أدى إلى عدم التصاغر أمام الله العظيم.
__________________
١ ـ عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليهالسلام ( في حديث ) قال : السجود على الأرض أفضل
لأنّه أبلغ في التواضع والخضوع لله عزّ وجلّ ، وعن إسحاق بن الفضيل أنه سأل أبا عبدالله عليهالسلام عن السجود على الحصير والبواري؟ فقال : لا بأس ، وإن يسجد على الأرض أحب إليَّ ، فإنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يحبّ ذلك أن يمكن جبهته من الأرض ، فأنا أُحبُ لك ما كان رسول
الله يحبّه. وسائل الشيعة للحر العاملي : ٣/٦٠٨ ـ ٦٠٩ ( ب ١٧ من أبواب ما يُسجد عليه ح ١ و ٤ ).
٢ ـ وسائل الشيعة : ٤/٩٥٤ ( ب ٤ من أبواب السجود ).