قلت له : عفوا ، وأنا ما زلت مذهولا مما سمعته منك؟
قال : هذا بحث طويل ومجهود أربع سنوات من العناء والتعب مع الأسف لم تكن النتيجة متوقعة.
فقاطعته : أي نتيجة هذه؟
قال : ركام من الجهل والتجهيل عشناه طوال حياتنا نركض خلف مجتمعاتنا من غير أن نسأل هل ما عندنا من دين هو مراد الله تعالى وهو الإسلام؟ وبعد البحث اتضح أن الحق كان مع أبعد الطرق تصوراً في نظري وهم الشيعة؟
قلت له : لعلك تعجلت .. أو اشتبهت؟
فابتسم في وجهي قائلا : لماذا لا تبحث أنت بتأمل وصبر؟ وخاصة أن لكم مكتبة في الجامعة تفيدك في هذا الأمر كثيرا؟
قلت متعجبا : مكتبتنا سنية فكيف أبحث فيها عن الشيعة؟
قال : من دلائل صدق التشيع أنه يستدل على صحته من كتب وروايات علماء السنة ، فإن فيها ما يظهر حقهم بأجلى الصور.
قلت : إذن مصادر الشيعة هي نفس مصادر أهل السنة؟
قال : لا ، فإن للشيعة مصادر خاصة تفوق أضعافا مضاعفة مصادر السنة كلها مروية عن أهل البيت عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ولكنهم لا يحتجون على أهل السنة بروايات مصادرهم لأنها غير ملزمة لهم فلابد أن يحتجوا عليهم بما يثقون به ، أي ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم.
سرَّني كلامه وزاد تفاعلي للبحث ، قلت له : إذن كيف أبدأ؟
قال : هل يوجد في مكتبتكم صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند أحمد والترمذي والنسائي؟