الأمّة الإسلاميّة ، فقد عمل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على تثبيت هذا المصطلح وتأصيله في ذهنيَّة الأمّة الإسلاميّة ، كما جاء في حديث جابر قال : كنّا عند النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فأقبل عليٌّ عليهالسلام ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « والذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة » فأنزل قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) ، وكما جاء عن ابن عباس قال : لمَّا أنزل الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : هم أنت وشيعتك ، تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيَّين ، ويأتي عدوُّك غضاباً مقمحين (٢).
وغير هذه الروايات الواضحة في تحديد مسار الأمَّة بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لذلك نجد أنّ لهذه الروايات مصاديق وترجمة خارجيَّة من مجموعة من الصحابة كسلمان الفارسي ، وأبي ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والمقداد ، حتى أصبح لفظ الشيعة لقباً لهم. ذكر أبو حاتم في كتابه الزينة : إنّ أوّل اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة ، وكان هذا لقب أربعة من الصحابة : أبو ذر ، وعمار ، والمقداد ، وسلمان الفارسي (٣).
هذا بالإضافة لوجود كثير من الآيات والأحاديث التي توجب اتّباع أهل
__________________
١ ـ سورة البيِّنة ، الآية : ٧.
٢ ـ شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني : ٢/٤٦٠ ـ ٤٦١ ح ١١٢٦ ، النهاية في غريب الحديث ، ابن الأثير : ٤/١٠٦ ، الدرّ المنثور ، السيوطي : ٦/٣٧٩ ، نظم درر السمطين ، الزرندي الحنفي : ٩٢ ، ينابيع المودّة ، القندوزي الحنفي : ٢/٤٥٢ ح ٢٥٤ ، الصواعق المحرقة ، ابن حجر : ٢٤٦ ، الآية الحادية عشر.
٣ ـ ذكره في باب الألفاظ المتداولة بين أهل العلم.