جاء في شأن الحشر ، وتفسير سورة طه : ( وإنه يجاء برجال من أمتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ! أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) (١) ، فيقال : إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم ، مذ فارقتهم ) (٢).
وروى البخاري في كتاب الدعوات ، باب الحوض ، وابن ماجة في كتاب المناسك ، باب الخطبة يوم النحر ، كما أورده أحمد بن حنبل بطرق متعدّدة : ( ليردنّ عليَّ ناس من أصحابي الحوض ، حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي ، فيقال : لا تدري ما أحدثوا بعدك ) كما رواه مسلم أيضاً في كتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الحديث أربعين (٣).
وهنا قاطعني الوهابي قائلا : إنّ سؤالي محدّد ، فما رأيك مثلا في السيِّدة عائشة؟
قلت: أنا وأنت لم نزامن السيِّدة عائشة ، وكل ما نعرفه عنها هو عبر مصادر التاريخ ، وأنا مستعدٌّ أن نجمع كل المصادر ونبحث في شخصيتها ، ومانخرج منه من البحث النزيه يكون ملزماً لنا ، فالسؤال في هذه الأمور لا يجاب عنه ارتجالا.
فقال الوهابي : هكذا دائماً يراوغ الشيعة ، ويستخدمون التقيّة في إخفاء
__________________
١ ـ سورة المائدة ، الآية : ١١٧.
٢ ـ صحيح البخاري : ٤/١١٠ و٥/١٩١ ـ ١٩٢ ، صحيح مسلم : ٨/١٥٧ ، مسند أحمد ابن حنبل : ١/٢٣٥.
٣ ـ صحيح البخاري : ٧/٢٠٧ ، سنن ابن ماجة : ٢/١٠١٦ ، مسند أحمد بن حنبل : ١/٤٣٩ ، صحيح مسلم : ٧/٧٠ ـ ٧١.