من المستدرك ، ونقل هذا الحديث أيضاً في الصواعق في الفصل الخامس في
الباب الأول ، وعن الذهبي أنه صحّح طرقاً كثيرة لدعاء النبيِّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليٍّ عليهالسلام في غدير خم المشتمل على قوله : وأدر الحقَّ معه حيث دار.
وحكى ابن أبي الحديد قول الشيخ أبي القاسم البلخي وتلامذته لو نازع عليٌّ عليهالسلام عقيب وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وسلَّ سيفه لحكمنا بهلاك كل من خالفه وتقدَّم عليه ، كما حكمنا بهلاك من نازعه حين أظهر نفسه ... إلى أن قال : وحكمه حكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنه قد ثبت عنه في الأخبار الصحيحة أنه قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليٌّ مع الحق والحق مع عليٍّ يدور حيثما دار (١).
وجاء في كنز العمال : الحقُّ مع ذا ، الحقُّ مع ذا (٢) ، وروى أيضاً : يا عمار! إن رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع عليٍّ ودع الناس ، فإنه لن يدلَّك على ردى ، ولن يخرجك من الهدى (٣).
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إننا إذا تنازلنا عن كل ما قلناه في علي عليهالسلام ، ونظرنا إلى الشورى والإجماع الذي تحتجّين به ، فهنالك عدّة إشكاليّات على أهل السقيفة ، وهي تتمثَّل في الريبة التي تلفُّ زمان السقيفة ومكانها ، حيث السقيفة لم تكن هي المكان الذي يصلح لا نعقاد مثل هذا الأمر الهامّ جداً ، وكان من الممكن أن ينعقد في مسجد رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم، وثانياً الزمان الذي انعقدت فيه
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة : ٢/٢٩٦ ـ ٢٩٧.
٢ ـ كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١/٦١٣ ـ ٦١٤ ح ٣٢٩٧٢.
٣ ـ كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١/٦٢١ ح ٣٣٠١٨.