بني ساعدة ، وقد أعطى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هذا الإجماع الشرعيَّة بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تجتمع أمَّتي على الخطأ (١).
خالي : بغضّ النّظر عن الكلام حول حجّيّة الإجماع والنقاش الدائر حوله ، فإن إجماع الصحابة على خلافة أبي بكر لا يخلو من إشكال ؛ لأنّ القدر المتيقّن من حجّيّة الإجماع هو الإجماع غير المخروق ؛ أي الإجماع الذي لم يخالفه مخالف ، وهذا غير متحقّق.
قلت : إنّ الإجماع ينعقد برؤوس القوم وزعمائهم ، وهذا متحقِّق ، ولا عبرة بغيرهم.
خالي : إنّ الذين تخلَّفوا عن بيعة أبي بكر لم يكونوا من صغار القوم كما زعمت ، بل هم أعاظم الصحابة (٢) ، وإليك منهم على سبيل المثال لا الحصر :
__________________
١ ـ نظم المتناثر من الحديث المتواتر ، الكتاني : ١٦١ ، المحصول ، الرازي : ٩٧ ، المجموع ، محيي الدين النووي : ١٠/٤٢.
٢ ـ قال اليعقوبي في تأريخه : ٢/١٢٤ في الأحداث التي جرت بعدما بويع لأبي بكر : وجاء البراء بن عازب ، فضرب الباب على بني هاشم وقال : يا معشر بني هاشم! بويع أبو بكر ، فقال بعضهم : ما كان المسلمون يحدثون حدثاً نغيب عنه ، ونحن أولى بمحمّد ، فقال العباس : فعلوها وربِّ الكعبة.
وكان المهاجرون والأنصار لا يشكّون في عليٍّ ، فلمَّا خرجوا من الدار قام الفضل بن العباس ـ وكان لسان قريش ـ فقال : يا معشر قريش! إنه ما حقَّت لكم الخلافة بالتمويه ، ونحن أهلها دونكم ، وصاحبنا أولى بها منكم. وقام عتبة بن أبي لهب فقال :
ما كنت أحسب أن
الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثم منها
عن أبي الحسن |
عن أوَّل الناس
إيماناً وسابقة |
|
وأعلم الناس
بالقرآن والسنن |