الشهداء وريحانة الرسول الإمام الحسين عليهالسلام غير مكترثين بالتقولات الشاذة التي لا وزن لها ، راجين بذلك من الله الثواب ومن رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم الشفاعة يوم الحساب ، إنتهى ما جاء في مصابيح الجنان للكاشاني.
ثم أيها الإخوان إن الشيعة مقتدون بسلفهم الصالح إذ جاء في حديث معتبر مأثور أن علياً زين العابدين بن الحسين عليهالسلام لما عاد من أسره هو ومن معه من أسارى أهل البيت عليهمالسلام من دمشق جعلوا طريقهم على العراق ولما وصلوا كربلاء أخذ هو ومن معه في البكاء يندبون الحسين عليهالسلام.
فأي بأس على الشيعة في أمثال هذه الأعمال المقدسة المحبوبة عند الله ورسوله والصفوة من آله؟
لكن البأس كل البأس والنقد الشديد موجه عليكم ، وهو أنكم أخذتم ببدعة يزيد بن معاوية الطليق ابن الطليق ، إذ أنه جعل في كل سنة في العشر الأول من المحرم عيداً يقيم فيه الأفراح وينصب الزينة ، وتقام المهرجانات ويسميه عيد النصر والفوز (١) ، وأشفعه ببدعة أخرى تدل على خسته ودنائته فإنه قد أتى بمومسة تشبه في صفتها جدته هند بنت عتبة فيجمع الأخساء من بني شجرته
__________________
١ ـ ويقول الشريف الرضي عليه الرحمة في ذلك :
كانت مآتم بالعراق
تعدها |
|
أموية بالشام من
أعيادها |
مناقب آل أبي طالب : ٣/٢٦٨.
ويقول : أبو ريحان البيروني في الآثار الباقية بعد ذكر ما جرى على الحسين عليهالسلام في يوم عاشوراء ، فأما بنو أمية فقد لبسوا فيه ما تجدد ، وتزينوا واكتحلوا وعيدوا ، وأقاموا الولائم والضيافات ، وأطعموا الحلاوات والطيبات ، وجرى الرسم في العامة على ذلك أيام ملكهم ، وبقي فيهم بعد زواله عنهم ، وأمّا الشيعة فإنّهم ينوحون ويبكون أسفاً لقتل سيد الشهداء عليهالسلام فيه .. [ الكنى والألقاب ، الشيخ عباس القمي : ١/٤٣١ ].