والباقون في النار (١).
ومن هذه الأسئلة والسؤال الأكثر إلحاحاً : باعتبار أن الله خلق آدم وحوّاء فهل تزوَّج أولاد أدم أخوات بعضهم البعض؟
فاقترحت على بعض الأصدقاء الذهاب إلى الشيخ ونسأل ، وفعلا ذهبنا وسألته عن بعض القضايا العقائديَّة التي تتعلَّق بالكون والإله ، عقل يفكِّر ، فالإنسان بطبعه يحبُّ السؤال ؛ لأن عمدة العلم كما يقول العلماء في السؤال ، والرسولصلىاللهعليهوآله يقول : اثنان لا يتعلَّمان : مستح ومتكبِّر(٢)، وكما يقولصلىاللهعليهوآلهوسلم: لا حياء في الدين ، والله تعالى يقول في محكم كتابه: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
__________________
١ ـ راجع : سنن الدارمي : ٢/٢٤١ ، سنن ابن ماجة : ٢/١٣٢٢ ح ٣٩٩٢ ، سنن أبي داوود : ٢/٣٩٠ ح ٤٥٩٧ ، المستدرك ، الحاكم : ١/١٢٨ ، المعجم الكبير ، الطبراني : ٨/٢٧٣.
قال الشيخ علي بن يونس العاملي عليه الرحمة في الصراط المستقيم : ٢/٩٦ : روى أهل الإسلام قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ، واحدة ناجية والباقون في النار ، فهذه شهادة صريحة من النبيِّ المختار صلىاللهعليهوآلهوسلم على وصف أكثرهم بالضلال والبوار ، ولا بدَّ أن يكون الله ورسوله أوضحا لهم وجوه الضلال ، لئلا يكون لهم الحجّة عليهما يوم الحساب والسؤال ، وبهذا يتّضح وجه إمساك علي عليهالسلام وعترته عن الجهاد ، إذ كيف تقوى فرقة على أضعافها من أهل العناد؟ ومن فرَّ عن أكثر من اثنين قد عذره القرآن ، فكيف لا يعذر من أمسك عن أضعافه من أهل الطغيان؟!
٢ ـ روى الشيخ الصدوق عليه الرحمة في علل الشرائع : ٢/٦٠٦ عن أبي إسحاق الليثي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهالسلام ، في حديث له عن المؤمن المستبصر قال عليهالسلام : فإن هذا العلم لا يتعلَّمه مستكبر ولا مستحي.
وقال الشهيد الثاني عليه الرحمة في منية المريد : ١٧٥ : وقيل أيضاً : لا يتعلَّم العلم مستحي ولا مستكبر.
وروى العامة عن مجاهد أنه قال : لا يتعلَّم مستحي ولا مستكبر.
مقدّمة ابن الصلاح ، عثمان بن عبد الرحمن : ١٥٢ ، فتح الباري ، ابن حجر : ١/٢٠٢.