وقع فيها ، فقال موجّها كلامه إليّ : إن إمامك الذي تدعو إليه عنده شذوذ فهو يجيز نكاح المرأة من دبرها ، استغربت منه هذا القول ، وهو الذي لم يتكلّم أبداً ، وكان يمتاز بالسّكوت والاستماع.
قلت : أي إمام دعوتك إليه؟
قال : الإمام الخميني.
التفت للحاضرين وسألتهم : هل كلّمتكم منذ قدمت إليكم عن الإمام الخميني؟
قالوا : ما سمعنا منك إلاّ الكلام عن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ولم نسمعك أبداً تتكلّم عن الإمام الخميني.
قلت له : لماذا تتّهمني بشيء لم يقع أبدأ هذا أولا ، أمّا ثانياً فلماذا تنكر على الإمام الخميني ، وتتّهمه بالشّذوذ في مسألة فقهيّة اختلف فيها الصّحابة أنفسهم بين مانع ومكره ومجيز ، وإذا استنكرت ذلك على الإمام الخميني ، الذي قال : بالكراهة ، لماذا لم تستنكره على البخاري الذي قال بجوازه قبل ألف عام.
فقال : حاشى البخاري من هذه السّفاسف.
قلت : البخاري بين أيدينا ، وفي لحظة وجيزة أخرجت له وللحاضرين قول البخاري عن عبدالله بن عمر في تفسير قوله تعالى : ( نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) (١) قال يأتيها في ... (٢) واستفظع الكلمة فلم يكتبها (٣).
__________________
١ ـ سورة البقرة ، الآية : ٢٢٣.
٢ ـ صحيح البخاري : ٥/١٦٠.
٣ ـ جاء في كتاب جامع البيان لابن جرير الطبري : ٢/٥٣٥ : بإسناده عن نافع قال : كنت أمسك على ابن