وأجبتهم : نعم كوثوقي بأن الله واحد لا شريك له ، و محمداً عبدهُ ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ولمّا عرف الإمام تأثيري في الحاضرين من خلال حفظي للأحاديث التي رويتها قال في هدوء : نحن قرأنا على مشايخنا رحمهم الله تعالى بأنّ الفتنة نائمة فلعن الله من أيقظها.
فقلت : يا سيدي الفتنة عمرها ما نامت ، ولكنّا نحن النائمون ، والذي يستيقظ منّا ويفتح عينيه ليعرف الحق تتهمونه بأنّه أيقظ الفتنة ، وعلى كل حال فإنّ المسلمين مطالبون باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله صلىاللهعليهوآله ، لا بما يقوله مشايخنا الذين يترضّون على معاوية ويزيد وابن العاص.
وقاطعني الإمام قائلا : وهل أنت لا تترضّى عن سيدنا معاوية ، كاتب الوحي؟
قلت : هذا موضوع يطول شرحه ، وإذا أردت معرفة رأيي في ذلك ، فأنا أهديك كتابي « ثمّ اهتديت » (١) لعلّه يوقظك من نومك ، ويفتح عينيك على بعض الحقائق! وتقبّل الإمام كلامي وهديّتي بشيء من التردّد ، ولكنّه وبعد شهر واحد كتب إليّ رسالة لطيفة يحمد الله فيها أن هداه إلى صراطه المستقيم وأظهر ولاءً وتعلّقاً بأهل البيت عليهمالسلام وطلبتُ منه نشر رسالته في الطبعة الثالثة لما فيها من معاني الود وصفاء الرّوح التي متى ما عرفت الحق تعلّقت به وهي تعبّر عن حقيقة أكثر أهل السنّة الذين يميلون إلى الحق بمجرد رفع الستار.
__________________
١ ـ وقد شرح فيه كيفية استبصاره والأسباب التي دعته للأخذ بمذهب أهل البيت عليهمالسلام وذلك بعد مسيرة ـ ليست قصيرة ـ من البحث والمناظرة في شتى مسائل الخلاف مع الأعلام والمحقّقين في النجف الأشرف وغيره.