الأهداف
المُحتملة للحسين عليهالسلام
ما يُحتمل أنْ يكون هدفاً للإمام الحسين
عليهالسلام
في حدود تفكيرنا وإدراكنا ، كما يلي. نذكرها جميعاً لنرى ما هو صحيح منها ، وما هو
قابل للمُناقشة ، بعد الالتفات إلى أنَّنا نفينا ـ خلال الحديث السابق عن الشروط ـ
عدداً مِن الأهداف التي قد تخطر في الذهن ، كالانتصار العسكري المُباشر أو مُباشرة
الحُكم فعلاً ونحو ذلك ؛ لأنَّها لم تكن جامعة للشرائط ؛ إذاً فهي ليست هدفاً
للحسين عليهالسلام
في حركته. إذاً ؛ فينبغي أنْ نُعرض عنها الآن ، ونذكر غيرها مِمَّا يدور في
الحُسبان.
الهدف الأوَّل : أنْ لا
يُبايع الحاكم الأُموي يومئذ كما طُلِب منه ؛ فإنه عليهالسلام
رفض ذلك بكلِّ قوَّة وصمود ، كما ورد عنه أنَّه قال : «ومثلي لا يُبايع مثله» ، فقد تحمَّل القتل وهذه التضحيات
الجِسام في سبيل ترك هذه البيعة الدنيئة.
وقد يُناقش هذا الهدف بعِدَّة مُناقشات
، يحسن بنا أنْ نذكر المُهمَّ منها ، لكي يتكامل فهمنا لهذا الهدف في نفس الوقت
مِن خلال الحديث :
المُناقشة
الأُولى : إنَّه كان يُمكنه (سلام الله عليه) تجنُّب
كلا الأمرين : المُبايعة والتضحية معاً ، فلماذا اختار التضحية مع إمكانه تجنُّبها؟!
غير أنَّ هذه المُناقشة بمُجرَّدها غير
تامَّة ؛ للوضوح التاريخي مِن أنَّه عليهالسلام
كان مُكرهاً على أحد أمرين : المُبايعة أو الشهادة ، ولم يكن في
__________________