انهمكوا في المعاصي وضربوا صفحا عن الطاعات اعتمادا على ذلك ، وربّما انجر ذلك ـ والعياذ بالله ـ إلى الطبع على القلب ، فلا يرجع صاحبه إلى خير ويحصل له بسبب ذلك ما يخرجه عن أصل الإيمان كما ورد في الخبر عنهم عليهمالسلام من أن كل مؤمن «في قلبه نكتة بيضاء ؛ فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة البيضاء نكتة سوداء ، فإذا (١) تاب انمحى ذلك السواد ، وإن تمادى في المعاصي وتوغل فيها تزايد ذلك السواد حتى يغطي البياض ، فلا يرجع صاحبه إلى خير أبدا ، وذلك قوله تعالى : (كَلّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ) (٢)» (٣).
وحينئذ ، فإذا زجروهم بهذه الأخبار انزجروا وادّكروا وتابوا وأنابوا. وفي بعض الأخبار المشار إليها عن الباقر عليهالسلام : «ما معنا براءة من النار ، من كان لله مطيعا كان لنا وليا ، ومن كان عاصيا كان لنا عدوّا» (٤).
وفي آخر : «لا تتّكلوا على حبّ عليّ فإنه لو أحب أحد رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ ورسول الله خير من علي ـ لما نفعه حبّه (٥) شيئا إذا لم يعمل بطاعة الله تعالى» (٦).
فإن هذه الأخبار إنما تنطبق على الوجه الثاني دون الأوّل ، وبه يظهر وجه أولويّته وقربه ، والله العالم.
تذنيب في بيان من هي الفرقة الناجية من كلام المعصوم عليهالسلام
روي في (كتاب سليم بن قيس) : قال أبان : قال سليم : وسمعت علي بن أبي طالب عليهالسلام يقول : «إن الأمّة تفرقت (٧) على ثلاث وسبعين فرقة ، اثنتان وسبعون فرقة
__________________
(١) في «ح» : فإن.
(٢) المطففين : ١٤.
(٣) الكافي ٢ : ٢٧٣ / ٢٠ ، باب الذنوب.
(٤) الكافي ٢ : ٧٤ ـ ٧٥ / ٣ ، باب الطاعة والتقوى ، بحار الأنوار ٦٧ : ٩٧ ـ ٩٨ / ٤ ، باختلاف.
(٥) في «ح» بعدها : إياه.
(٦) الكافي ٢ : ٧٤ / ٣ ، باب الطاعة والتقوى ، بحار الأنوار ٦٧ : ٩٧ ـ ٩٨ / ٤ ، باختلاف.
(٧) في المصدر : ستفترق.