فعل الضارب والمعطي فعله) انتهى.
أقول : ويشبه أن يكون هذا النقل عن المحدث الكاشاني وقع اشتباها وسهوا ، فإنه لا يشبه مشربه في أمثال هذه المقامات ، كما لا يخفى على من لاحظ كلامه في جلّ (١) الأخبار المجملات والمتشابهات الواردة من هذا القبيل ، كيف وقد قال في كتاب (اصول الوافي) في ذيل هذا الخبر ما صورته : (وأما معنى التقرب إلى الله ومحبة الله للعبد وكون الله سمع المؤمن وبصره ولسانه ويده ، ففيه (٢) غموض لا تناله أفهام الجمهور ، قد أودعناه في كتابنا الموسوم ب (الكلمات المكنونة) (٣) ـ وإنما يرزق فهمه من كان من أهله) (٤) انتهى.
ومنها ما نقله بعض الافاضل من أن المعنى لا يسمع إلّا بحق ولا ينظر إلّا بحق (٥) وإلى حق ، ولا يبطش إلّا بإذن الحق ، ولا يمشي إلّا إلى ما يرضى به الحقّ ، وهو الحق الموالي والمؤمن حقا الذي راح عنه كل باطل وصار مع الحق واقفا.
تتمّة مهمّة : في الجمع بين حديث الباب و: حبّ الله حبّ لقائه
قال شيخنا البهائي ـ نوّر الله تربته ـ في كتاب (الأربعون الحديث) : (قد يتوهم المنافاة بين ما دلّ عليه هذا الحديث وأمثاله من أن المؤمن الخالص يكره الموت ويرغب في الحياة ، وبين ما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآله : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» (٦) ، فإنه يدل بظاهره على أن المؤمن الحقيقي لا يكره الموت ، بل يرغب فيه ، كما نقل عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه كان يقول : إن
__________________
(١) ليست في «ح».
(٢) في «ح» : وفيه.
(٣) كلمات مكنونة من علوم أهل الحكمة : ١١٣ ـ ١٢٩.
(٤) الوافي ٥ : ٧٣٥ ـ ٧٣٦.
(٥) قوله : ولا ينظر إلّا بحق ، سقط في «ح».
(٦) صحيح مسلم ٤ : ١٦٤٠ ـ ١٦٤١ / ٢٦٨٣ ـ ٢٦٨٦.