حديث السنن ((١) أو بثلاثة) أيّام (من شهرٍ وعشرة) أيّام (من) شهر (آخر) وتتخيّر في الابتداء بأيّهما شاءت.
وهذه الأُمور الثلاثة هي بعض الأعداد المعبّر عنها بالروايات ؛ لورودها فيها. والمشهور بين الأصحاب اختصاص الحكم بهذه الثلاثة.
ومستند الستّة والسبعة حديث (٢) السنن ، والثلاثة والعشرة رواية عبد الله بن بكير عنه. عليهالسلام (٣) وضعّف المحقّق في المعتبر حديث السنن بأنّ راويه محمّد بن عيسى عن يونس وقد استثنى الصدوق من مرويّات يونس ما انفرد به محمّد بن عيسى (٤) وبإرسال يونس له. والثانيَ بأنّ عبد الله بن بكير فطحيّ. ثمّ اختار أخذها ثلاثة ؛ لأنّها المتيقّن ، وتتعبّد بقيّة الشهر. (٥)
وأجاب في الذكرى بأنّ الشهرة في النقل والإفتاء بمضمونه حتى عُدّ إجماعاً يدفعهما.
قال : ويؤيّده أنّ حكمة البارئ أجلّ من أن يدع أمراً مبهماً تعمّ به البلوى في كلّ زمان ومكان ولم يبيّنه على لسان صاحب الشرع ، مع لزوم العسر والحرج فيما قالوه ، وهُما منفيّان بالآي والأخبار وغير مناسبين للشريعة السمحة. (٦)
(والمضطربة) الناسية لعادتها وقتاً وعدداً وهي المعبّر عنها بالمتحيّرة ؛ لتحيّرها في نفسها ، والمحيّرة للفقيه في أمرها لا ترجع عند فقد التمييز إلى أهلٍ ولا أقران ، بل تتحيّض (بالسبعة ، أو الثلاثة والعشرة) أو الستّة.
وإنّما خصّصنا بها اللفظ ؛ لأنّ ناسية أحدهما خاصّة لا ترجع إلى الروايات عند المصنّف ، (٧) وسيأتي الكلام فيها.
وهل أخذها بأحد الأعداد الثلاثة على جهة التخيير أو الاجتهاد بمعنى أنّ مزاجها إن كان الغالب عليه الحرارة ، أخذت السبعة ، أو البرودة فالستّة ، وإن كان معتدلاً ، فالثلاثة
__________________
(١) الكافي ٣ : ٨٣ ـ ٨٧ / ١ ؛ التهذيب ١ : ٣٨١ ـ ٣٨٣ / ١١٨٣.
(٢) الكافي ٣ : ٨٣ ـ ٨٧ / ١ ؛ التهذيب ١ : ٣٨١ ـ ٣٨٣ / ١١٨٣.
(٣) التهذيب ١ : ٣٨١ / ١١٨٢ ؛ الاستبصار ١ : ١٣٧ / ٤٦٩.
(٤) كما في الذكرى ١ : ٧٢ ؛ وحكاه النجاشي في رجاله : ٣٣٣ ذيل الرقم ٨٩٦.
(٥) المعتبر ١ : ٢١٠.
(٦) الذكرى ١ : ٢٥٦.
(٧) انظر : قواعد الأحكام ١ : ١٤ ؛ ومختلف الشيعة ١ : ٢٠٧ ، المسألة ١٤٨ ؛ ونهاية الإحكام ١ : ١٥٥.