(النظر الثاني : في أسباب الوضوء)
بضمّ الواو اسم للفعل مأخوذ من الوضاءة بالمدّ. وهي : النظافة والنظارة ، وهو اسم مصدر ؛ لأنّ قياس المصدر : التوضّؤ ، كالتعلّم والتكلّم ، وتقول : «توضّأت» بالهمزة. ويجوز على قلّة «توضّيت» بالياء. وكذا «قرأت» ونحوهما. والوضوء بفتح الواو اسم للماء الذي يتوضّأ به.
وقيل : هُما جميعاً بالفتح. (١) وقيل بالضمّ. (٢)
وإطلاق الأسباب على الأحداث المعهودة باعتبار استلزامها الطهارة إمّا وجوباً أو ندباً ، فإنّ السبب عند الأُصوليّين هو كلّ وصفٍ ظاهرٍ منضبطٍ دلّ الدليل على كونه معرّفاً لإثبات حكمٍ شرعيّ لذاته ، وهو هنا عبارة عن الوصف الدالّ على المخاطبة بالطهارة وجوباً أو ندباً.
ولا يرد حدث الصبي والمجنون والحائض ، فإنّ حدثهم بحسب ذاته دالّ عليها مستلزم لها ، وإنّما تخلّف الحكم لعارضٍ ، وهو فَقدُ الشرط في الأوّلين ووجود المانع في الأخير ، وتخلّف الحكم لفقد الشرط أو وجود المانع لا يقدح في السببيّة ، كما قرّر في محلّه. وعدم تكليفهما لا يدلّ على عدم ترتّب حكم السببيّة ولو بالقوّة ، ولهذا تجب عليهما الطهارة عند الكمال بالسبب الحاصل قبله ، كما صرّح به الشهيد (٣) رحمهالله وغيره.
ويعلم من ذلك أنّ التعبير عن الأحداث بالأسباب أولى من التعبير بالنواقض والموجبات ،
__________________
(١) انظر : الصحاح ١ : ٨١ ، «وض أ».
(٢) انظر : الصحاح ١ : ٨١ ، «وض أ».
(٣) انظر : الحاشية النجّاريّة ، الورقة ٣.