في عرشه. قلت : كمن زار الله في عرشه؟ قال نعم ... (١)
بهذا فقد عرفت بأنّ من زاره عليهالسلام قد زُحزح عن النار واُدخل الجنّة : (فَمَن زُحْزِحَ عِنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) (٢) وجاء هذا المعنى في المرويّ عن الأمالي والعيون بإسناد معتبر عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ستُدفنُ بضعةٌ منِّي بأَرضِ خُراسانَ ، لا يزُورُها مؤمنٌ إلاّ أَوجبَ الله عزّ وجلّ له الجنّةَ ، وحرَّمَ جسدَهُ على النارِ. كلّ تلك الروايات جاءت تعظيما «لما هو عند الله عظيم».
وكذلك الروايات المتواترة في فضل رسول الله صلىاللهعليهوآله وفاطمة عليهاالسلام وسائر المعصومين.
نعم ، إنّ الأُمويّين والعبّاسيّين ـ وخصوصا الأُمويين منهم ـ سعوا إلى تحريف جميع الأُمور ، حتّى أنّ النّاس صاروا لا يعرفون بأنّ الخمسة من أهل الكساء هم أهل البيت والآل المعنيّون في آية المباهلة والتطهير ، لأنّ الحكّام كانوا قد عمّموا معنى أهل البيت والآل إلى جمع كثير ودائرة واسعة تشمل حتّى نساء النبيّ ، بل جميع الأُمّة ، فآل محمّد هم اُمّة محمّد عندهم ، وكفاك خبر تنكيل الشاميّ بعليّ بن الحسين عليهالسلام بعد واقعة الطفّ وقول الإمام عليهالسلام للشاميّ : أمَّا قرأت كتاب الله عزّ وجلّ؟
قال الشاميّ : نعم.
فقال عليّ بن الحسين عليهالسلام : أما قرأت هذه الآية : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
________________
١ ـ كامل الزيارات : ٥١٢ / ٧٩٨ ، تهذيب الأحكام ٦ : ٨٥ / ١٦٧ ، وانظر الكافي ٤ : ٥٨٥ / ٤.
٢ ـ آل عمران : ١٨٥.
٣ ـ أمالي الصدوق : ١١٩ / ١٠٧ ، عيون أخبار الرضا ١ : ٢٨٦ / ٤ ، وعنهما في بحار الأنوار ٩٩ : ٣١ / ١.