بيت محمّد ، ولقد قرأتُ القرآن منذ دهر فما شعرتُ بها قبل اليوم (١).
كانت هذه التفاتة معرفيّة أحببتُ أن أجلب انتباه القارئ إليها ، وخصوصا في وقتٍ يسعى الاستكبار العالميّ إلى التلاعب بالمقدّسات وكسر الحُرُمات وهتكها.
كيف يكون المستحبّ أفضل من الواجب
وهنا تساؤُلٌ يطرح نفسه : كيف يكون المستحبّ أفضل من الواجب وأكثر ثوابا منه ، مع وجود روايات كثيرة في فضيلة الحجّ وأنّ من تركها مات يهوديّا أو نصرانيّا ، والصلاة الّتي إن قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدّت رُدّ ما سواها ، والصوم ، والزكاة و ... فكيف تكون زيارة المعصوم المستحبّة أفضل من تلك الفرائض الواجبة المأمور بها في القرآن الكريم؟
الجواب :
لا مانع من ذلك ، وفي الشرع أُمور كثيرة من هذا القبيل ، كمزيد فضل الابتداء بالسلام المندوب على ردّه الواجب.
وكذا الحال بالنسبة إلى إبراء ذمّة المدين ، فهو أفضل من البقاء إلى يُسْرِهِ الواجب لقوله تعالى : (فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) (٢).
وكذا العفو ، أفضل من القصاص ، وإن كان القصاص هو حقّ لوليّ الدم ، وأمثال هذه الأُمور في الشرع الأطهر كثيرة.
فالإصرار على إقامة أمرٍ مستحبّ ومحبوبٍ هو إقامةٌ للشعائر ، ويتأكّد هذا حينما ترى الآخرين يريدون إماتته وطمسه فعليك إقامته والإصرار عليه.
________________
١ ـ الاحتجاج ٢ : ٣٣ ، وتفسير ابن كثير ٤ : ١١٣ سورة الشورى.
٢ ـ البقرة : ٢٨٠.