وهكذا هو مقام أولاده المعصومين «فهم محالُّ معرفة الله ، ومساكن بركة الله ، ومعادن حكمة الله ، وحفظة سرّ الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبيّ الله ، وذريّة رسول الله ، والدعاة إلى الله ، والأدلاّء على مرضاة الله ، والمستقرّين في أمر الله ، والتامّين في محبّة الله ، والمخلصين في توحيد الله ، والمظهرين لأمر الله ونهيه» (١).
فبعد أن عرفنا کل هذا لابد من توضيح بعض إفضال رب العالمين الاخر عل عبده ورسوله محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله.
ومن إفضاله سبحانه أن ساو بينه وبين أهل بيته في عدة أشياء ، واعتبر مودتهم واجبة عل المسلمين في کتابه ، وأبق ذکره بجعل الخير الکثير في ولده المعصومين والزم المودة لهم.
والمودة هي أعل مرتبة من المحبة ، وه تستبطن البرائة من الاعداء مع حفظ المحبة للآل ، وبه کون أعدائهم هم أعداء الله.
(٨)
رفع ذكر رسول الله وأهل بيته في تشهّد الصلاة من الأجر للنبيّ صلىاللهعليهوآله
إنّ الله عزّ وجلّ قد رفع ذكر الرسول وأعطاه ما لم يُعْطِ أحدا من العالمين ، ومن خلال ذلك يمكن التعرّف على مكانة أهل بيته الطاهرين أيضا ، وكيف ساواهم سبحانه مع الرسول في عدّة أشياء كرامةً لهم وتعظيما لشأنهم.
قال ابن كثير : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) (٢) ، فليس خطيب ولا شفيع
________________
١ ـ انظر من لا يحضره الفقيه ٢ : ٦٠٨ / ٣٢١٢ ، بحار الأنوار ٩٩ : ٢٠٧ في الزيارة الجامعة لسائر للأئمّة.
٢ ـ الشرح : ٤.