في أنّ منهاج الأئمّة عليهمالسلام في عمليّة الصراع مع الخصوم ، يدور في الأكثر مدار زوّار الحسين عليهالسلام ، وأنّ شيئا ليس قليلاً من أهداف الرسالة لا يتحقّق إلاّ بالزيارة والزّوّار.
كما أنّ غايته عند إخوان الإمام هو الدفاع عن سنّة النبيّ صلىاللهعليهوآله من الاندراس والانقطاع ، وذلك بتحطيم عروش التحريف وصروح الكذب ؛ إذ أنّ غاية ما يريده المعصوم عليهالسلام في عصر الغيبة هو هذان الأمران لا غير.
(٧)
الأصل السادس :
الإمام علي عليهالسلام هو الأجير
بعد كلّ هذا نعود إلى آية المودّة مرّةً اُخرى كي نقف على سر قوله إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وعدم قوله (إلاّ مودّة القربى) أو (المودّة للقربى).
فما تعني هذه الألف واللام في «المودّة» ، هل هي للاستغراق أم للجنس؟ أم لهما معا؟
فهي على كلا الأمرين تعني أمرا مهمّا وإن كنّا نعتقد بأنّها بيانٌ لاستغراق جميع أنواع المودّة ، بمختلف مصاديقها وألوانها ، أي أنّه لا يجوز حصر المودّة في زمانٍ ومكانٍ خاصّين ، بل هو حكمٌ عامٌّ وشاملٌ لكلّ الأزمنة والأمكنة وبكُلّ الوجوه ، فلا يجوز أن يخلو قلبُ المسلم من مودّتهم لحظةً واحدةً ، لأنّها فريضةٌ إلهيّةٌ فرضت عليهم ، أو قل أنها ضريبة أُلزِم المسلمون بأدائها ؛ لقوله تعالى (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) ، وأنّ من لا يؤدّي أجر الرسالة وأتعاب النبيّ صلىاللهعليهوآله فهو خائن للرسالة وللرسول ولربّ العالمين ، بل هو ملعون بنصّ القرآن والسنّة والعقل والوجدان والبرهان.