(الى أن قال) : فقال معاوية : يابن جعفر ، لقد تكلمت بعظيم ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت أمة محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من المهاجرين والأنصار غيركم أهل البيت وأولياءكم وأنصاركم؟
فقلت : والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ.
قال معاوية : يا حسن ويا حسين ويا بن عباس ما يقول ابن جعفر؟!
فقال ابن عباس : إن كنت لا تؤمن بالذي قال فأرسل إلى الذين
__________________
وقال بعض المحققين : فإن قيل إن المراد صلحاؤهم فالجواب :
اولا : ان صلحاءهم على زعمكم لا يبلغون الاثني عشر.
ثانيا : يلزم الفترة بين إمام وآخر فيكون زمان خال من الامام وذلك لا يسوغ ، لما ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية).
وقد ورد هذا الحديث في مصادر السنه بالفاظ مختلفه راجع : المعجم الكبير للطبراني ج ١٩ ص ٣٨٨ ح ٩١٠ ، حلية الاولياء لابي نعيم الاصفهاني ج ٣ ص ٢٢٤ ، مجمع الزوائد لابي بكر الهيثمي ج ٥ ص ٢١٨ ، كنز العمال للمتقي الهندي ج ١ ص ١٠٣ ح ٤٦٣ و ٤٦٤.
فعلى كل حال ، إن صرف هذه الأحاديث عن أئمة اهل البيت الاثني عشر ـ عليهم السلام ـ ما هو إلا التعصب الأعمى الذي يقود صاحبه الى الضلال ، إضف إلى ذلك انه اجتهاد في مقابل النص.
فهؤلاء أمثال السيوطي (راجع فتح الباري ج ١٣ ص ١٧٩ وص ١٨٣) فقد جهد على صرف هذه الأحاديث عن معناها الصحيح.
ولذلك يتعجب منه الأستاذ أبو ريه في كتابه (أضواء على السنة المحمدية ، ص ٢٣٥) وإليك تعليقه على ما أورده السيوطي :
يقول : أما السيوطي فبعد أن أورد ما قاله العلماء في هذه الأحاديث المشكلة ، خرج برأي غريب نورده هنا تفكهة للقراء وهو :
وعلى هذا فقد وجد من الاثني عشر ، الخلفاء الأربعة ، والحسن ، ومعاوية ، وابن الزبير ، وعمر بن عبد العزيز ، هؤلاء ثمانية ، ويحتمل أن يضم إليهم المهدي من العباسيين لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية ، وكذلك الظاهر ، لما أوتيه من العدل ، وبقي الاثنان المنتظران!! أحدهما المهدي! لأنه من أهل بيت محمد ـ ـ صلى الله عليه وآله ـ.
ولم يبين المنتظر الثاني ، ورحم الله من قال في السيوطي إنه حاطب ليل!!