قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مناظرات [ ج ٣ ]

مناظرات [ ج ٣ ]

42/584
*

الأمر يا بن أبي طالب لحريص ، فقلت : بل أنتم والله لأحرص وأبعد ، وأنا أخص وأقرب ، وإنما طلبت حقا لي ، وأنتم تحولون بيني وبينه ، وتضربون وجهي دونه ، فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هب كأنه بهت لا يدري ما يجيبني به؟

اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم! فإنهم قطعوا رحمي ، وصغروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي أمرا هولي ، ثم قالوا : ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تتركه ... الخ الخطبة (١).

٨ ـ سأله بعض أصحابه : كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟

فقال ـ عليه السلام ـ : يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين ، ترسل في غير سدد ، ولك بعد ذمامة الصهر وحق المسألة ، وقد استعلمت فاعلم :

أما الاستبداد علينا بهذا المقام ، ونحن الأعلون نسبا ، والأشدون برسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ نوطا ، فإنها كانت أثرة (٢) شحت

__________________

(١) نهج البلاغة للأمام علي ـ عليه السلام ـ ص ٢٤٦ رقم الخطبة : ١٧٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٩ ص ٣٠٥ ، الأمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ ص ١٤٤ ط مصطفى محمد بمصر وج ١ ص ١٣٤ ط الحلبي ، بتفاوت.

على أن تذمر الأمام علي ـ عليه السلام ـ من قريش لا يخفى على كل باحث إذ أعرب بصراحة في مواقف عديدة عن عداء قريش لال محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وكذلك أخبر النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ بذلك وقد روته كتب السنة أجمع ، فكان صرف الخلافة عنه لازما بموجب هذا العداء ، وأما تذرع من يتذرع بصغر سن الأمام وخوف الفتنة فما هو إلا كتمسك الغريق بقشة ، راجع : كتاب الغدير والمعارضون للسيد جعفر مرتضى العاملي لتقف على عشرات النصوص المصرحة بهذا العداء بعهد النبي الاكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والمنقولة من كتب السنة.

(٢) وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ إلى ذلك بقوله للأنصار : ستلقون بعدي أثرة ، والأثرة هي : الاستئثار والاستبداد بالأمر. راجع : شرح النهج لابن أبي الحديد ج ٩ ص ٢٤٣.