نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق (١) فأيما الأولى بالاقتداء والاتباع؟ هل هؤلاء وأتباعهم السالكين آثارهم ، والمقتدين بأقوالهم وأفعالهم أو الجاحدين لهم الضالين عن طريقهم ، المقتدين لمن لم ينص الله تعالى على طهارته ولا حض على اتباعه ولا أمر نبيه بالاستعانة بدعائه ، بل أقول : الأحق بالاتباع ، والأولى بالاقتداء مذهب الأمامية ، ويدل على ذلك وجوه.
الأول : أنهم أخذوا مذهبهم عن الأئمة الذين يعتقدون عصمتهم وفضلهم وعلمهم وزهدهم وشرفهم على أهل زمانهم فوافقهم الخصم على ذلك فاعترف بفضلهم وعدالتهم وعلمهم وزهدهم وشرفهم على أهل زمانهم حتى أنهم صنفوا في فضائلهم وتعداد مناقبهم كتبا مثل كتاب ابن طلحة (٢) ، وكتاب غاية السؤول في مناقب آل الرسول لابن المغازلي ، وكتاب أبي بكر محمد بن مؤمن الشيرازي المستخرج من التفاسير الاثني عشر ، وكتاب موفق بن محمد المكي ، وغيرها من الكتب ، وإذا كان الخصم مساعدا على مدح هؤلاء الأئمة الذين اعتقدوا الأمامة فيهم وليس لطاعن إليه سبيل كانوا بالاتباع أولى ممن لا يساعد الخصم على مدح أئمتهم بل طعن فيهم ببعض المثالب الشينة ، وظهرت عنهم الأعمال القبيحة رواها مجموع الأمة من يعتقد إمامتهم وغيرهم فأي الفريقين
__________________
(١) تقدمت تخريجاته.
(٢) هو أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي العدوي النصيبي الشافعي ، المفتي الرحال ، ولد سنة ٥٨٢ ه بالعمرية من قرا نصيبين وتوفي في ١٧ رجب سنة ٦٥٢ ه ، وكتابه هو (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) ألفه بعد أن فقد كتابه (زبدة المقال في أحوال الال) الذي ضمنه غرائب الفنون ، راجع : مقدمة مطالب السؤول ـ ط النجف ـ