فقلت : من بلاد هجر الموسومة بالأحساء (١) أهل العلم والدين.
فقال : أي شئ مذهبك؟
فقلت : سألتني عن الأصول أو الفروع؟
فقال : عن كليهما.
فقلت : مذهبي في الأصول كل ما قام الدليل عليه ، وأما في الفروع فلي فقه منسوب إلى أهل البيت ـ عليهم السلام ـ.
فقال : أراك أمامي المذهب.
__________________
(١) الأحساء : هي علم على مواضع من بلاد العرب : أحساء بني سعد بحذاء هجر ، أول من عمرها وحصنها وجعلها قصبة هجر أبو طاهر القرمطي ، وهي مشهورة ، وأحساء بني وهب : على خمسة أميال من المرتمي ، بين القرعاء وواقصة على طريق الحاج ، فيه بركة وتسعة آبار ، كبار وصغار ، وهو أيضا : ماء لغني.
قال الحسين بن مطير :
أين جيراننا على الأحساء |
|
أين جيراننا على الأطواء |
وفي المنجد : الأحساء أو الحساء إقليم يشمل الساحل الشرقي في المملكة العربية السعودية عرف سابقا باسم (هجر) و (البحرين) يعرف اليوم بالمنطقة الشرقية الغنية زراعيا (تمور وفواكه) ، منطقة نفط هامة ، أشهر مدنه : الهفوف ، القطيف ، جبيل ، جزيرة جنة ، صفوي ، الدمام ، الخبر ، الظهران ، رأس تنورة. وجاء في أنوار البدرين : وهي (أي بلاد الأحساء) مدينة كبيرة عظيمة من أكبر مدن الأسلام القديمة وهي هجر (تغليبا) وينسب إليه رشيد الهجري الذي هو من خواص أصحاب أمير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ومن حملة أسراره ، وهذه المدينة تقارب جزيرة أوال أو تزيد ، ذات الأترج والنخيل والأرز والقطن ، وتمرها أجود تمر ، وفيها آثار قديمة وينقل مستفيضا أن في بعض قراها ـ ولعلها القارة ـ آثارا من زمن المسيح عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ ومن أقدم قراها جواثة وهي قاعدة بلاد الأحساء في الزمن القديم ، خربها الرمل وفي الحديث : أول جمعة أقيمت بعد المدينة في جواثة في بني عبد القيس ، وفيها الجبل المشهور المعروف بجبل القارة ، من عجائب الدنيا فيه مغارات كثيرة عظيمة ليس فيه شئ من هوام الأرض وحشراتها أصلا حتى النمل ، ومن خواصه البرودة العظيمة في الصيف.
راجع : مراصد الاطلاع ج ١ ص ٣٦ ـ ٣٧ ، المنجد (قسم الأعلام) ص ٢٤ ، أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين ص ٣٨٢.