ليحملنهم على المحجة العظمى (١) ، وإن يطيعوه يدخلهم الجنة ، فهو يقول هذا ثم صيرها شورى بين ستة فويل له من ربه!!!
قال أبو الهذيل : فو الله بينما هو يكلمني إذ اختلط ، وذهب عقله.
فأخبرت المأمون بقصته ، وكان من قصته أن ذهب بماله وضياعه حيلة وغدرا ، فبعث إليه المأمون ، فجاء به وعالجه وكان قد ذهب عقله بما صنع به ، فرد عليه ماله وضياعه وصيره نديما ، فكان المأمون يتشيع لذلك ، والحمد لله على كل حال (١).
__________________
(١) روى ابن عبد البرفي الاستيعاب ان عمر قال في علي ـ عليه السلام ـ : إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق المستقيم ، فقال له ابن عمر : ما يمنعك أن تقدم عليا؟ قال : اكره أن أتحملها حيا وميتا (عن هامش الايضاح ص ١٢٨) ، وايضا نص على هذا المعنى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ كما اخرجه احمد في مسنده ج ١ ص ١٠٩ عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ في حديث : وان تؤمروا عليا ـ عليه السلام ـ ولا اراكم فاعلين ، تجدوه هاديا مهديا يأخذ بكم الطريق المستقيم ، وفي الفرائد ج ١ ص ٢٦٦ ح ٢٠٧ ، في حديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم : وإن تستخلفوا عليا ـ ولا آراكم فاعلين ـ تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء.
(٢) وقد نص على ذلك النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ : ان استخلفوا عليا ـ عليه السلام ـ أدخلهم الجنة ، فقد روى الخطيب الخوارزمي في المناقب ص ٦٨ ، مسندا عن عبد الله عن مسعود قال : كنت مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وقد أصحر فتنفس الصعداء ، فقلت : يا رسول الله مالك تتنفس؟ قال : يا بن مسعود نعيت الي نفسي ، فقلت : يا رسول الله استخلف ، قال : من؟ قلت : ابا بكر ، فسكت ، ثم تنفس ، فقلت : مالي اراك تتنفس؟ قال : نعيت الي نفسي. فقلت : استخلف يا رسول الله ، قال : من؟ قلت : عمر بن الخطاب ، فسكت ، ثم تنفس قال : فقلت : ما شأنك يا رسول الله؟ قال نعيت الي نفسي ، فقلت : استخلف قال : من؟ قلت : علي بن ابي طالب ، قال : اوه ولن تفعلوا إذا ابدا ، والله لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة ، ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج ٧ ص ٣٦٠ ، وكذلك فرائد السمطين ج ١ ص ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ح ٢١٢ ، وفيه : أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين.
(٣) الاحتجاج : ج ٢ ص ٣٨٢ ـ ٣٨٥.