وسلم ـ بمنزلة هارون من موسى ، ونفر قليل لقوا الله عزوجل على دينهم وإيمانهم ، ورجع الاخرون القهقرى على أدبارهم كما فعل أصحاب موسى ـ عليه السلام ـ باتخاذهم العجل وعبادتهم إياه ، وزعمهم أنه ربهم ، وإجماعهم عليه غير هارون وولده ونفر قليل من أهل بيته.
ونبينا ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم (١) وفي غير موطن ، واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته ، وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى (٢) ، وأنه ولي كل مؤمن بعده ، وأنه كل من كان وليه ، فعلي وليه ، ومن كان أولى به من نفسه فعلي أولي به ، وأنه خليفته فيهم ووصيه ، وأن من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى الله ، ومن والاه والى الله ، ومن عاداه عادى الله ، فأنكروه
__________________
(١) وقد اثبت العلامة الحجة الاميني في كتابه الغدير ج ١ ص ١٤ ـ ٦١ رواة الغدير من الصحابة وهم : مائة وعشرون صحابيا ، وفي ص ٦٢ ـ ٧٣ رواة الغدير من التابعين وهم : أربعة وثمانون تابعيا ، وفي ص ٧٣ ـ ١٥١ رواة حديث الغدير من أئمة الحديث وحفاظه والاساتذة وهم : ثلاثمائة وستون نسمة.
(٢) هذا الحديث يعرف بحديث المنزلة ، وهو قول النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لعلي ـ عليه السلام ـ : (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وهو من الاحاديث المتواترة المشهورة فقد روته جل مصادر العامة.
راجع : صحيح البخاري ج ٥ ص ٢٤ ، صحيح مسلم ب من فضائل علي بن أبي طالب ج ٤ ص ١٨٧٠ ح ٣٠ ـ (٢٤٠٤) ، صحيح الترمذي ج ٥ ص ٥٩٦ ح ٣٧٢٤ وص ٥٩٨ ح ٣٧٣٠ ، مسند أحمد بن حنبل ج ١ ص ١٧٩ وج ٣ ص ٣٢ وج ٦ ص ٣٦٩ وص ٤٣٨ ، سنن ابن ماجه ج ١ ص ٤٢ ح ١١٥ و ١٢١ ، المستدرك للحاكم ج ٣ ص ١٠٩ وج ٢ ص ٣٣٧ وصححه ، تاريخ الطبري ج ٣ ص ١٠٤ ، ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ١ ح ١٥٠ ، الاصابة لابن حجر ج ٢ ص ٥٠٧ وص ٥٠٩ ، حلية الاولياء ج ٧ ص ١٩٥ ـ ١٩٦ وصححه ، ذخائر العقبى ص ٦٣ وص ٦٤ ، أسد الغابة ج ٤ ص ٢٦ وص ٢٧ ، كنز العمال ج ١١ ص ٥٩٩ ح ٣٢٨٨٠ وج ١٣ ص ١٥٠ ح ٣٦٤٧٠ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٦٨. وغيرها.