القرآن الكريم بشأن عدم جدوى إستغفار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للمنافقين : ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ) (١) . فالمعنى : إن تستغفر لهم كثيراً ، لا عدد السبعين فقط كي يكون معناه أنك إذا إستغفرت لهم إحدى وسبعين مرة فإن الله يغفر لهم ! . فالخلاصة أن العلم الحديث وافق الحديث النبوي الشريف في كثرة عدد الأعراق .
٣ ـ لا يحصر علماء الوراثة اليوم قابلية الوراثة في الأبناء عن آبائهم القريبين فقط ، بل يرون أنه قد يرث الولد صفات أجداده البعيدين وحتى الإِنسان القديم .
وكذلك الحديث الذي نقلناه فإنه كان يرى قابلية الوراثة في الإِنسان عن أجداده السابقين وحتى الإِنسان الأول ( أبو البشر آدم ) كما ورد التصريح به في رواية عن الإِمام الصادق عليهالسلام :
« إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق خلقاً جمع كل صورة بينه وبين آدم . ثم خلقه على صورة إحداهن . فلا يقولن أحد لولده : هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئاً من آبائي » (٢) .
إن جميع الصور والصفات القابلة للتوارث في الآباء والأجداد حتى أبي البشر آدم يمكن أن تدخل في بناء صورة الإِنسان الذي ثبتت خليته التناسلية في الرحم . وبما أن البشر يجهلون المدى الواسع لقانون الوراثة وقد كان يصادف أن يخرج الولد على غير صورة أبويه فكان يؤدي ذلك إلى أن يشك الرجل في زوجته باحتمال أن الولد من غيره ، نجد الإِمام الصادق عليهالسلام يحذر بعض الرجال من أن يقولوا : إن الولد لا يشبهني ولا يشبه آبائي لأنه قد يكون آخذاً صفاته من أجداده البعيدين جداً .
٤ ـ يرى علماء الوراثة أن الجينات الناقلة للصفات الوراثية توجد في نواة
____________________
(١) سورة التوبة ؛ الآية : ٨٠ .
(٢) مكارم الأخلاق ص ١١٤ .