بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (١).
استفيد من هذه أحكام :
١ ـ أنّ عدّة مستقيمة الحيض ثلاثة أقراء ، وهو ليس على عمومه بل مخصوص بالمدخول بهنّ ، لما يأتي أنّ غير المدخول بها لا عدّة عليها ، وكذا الآئسة والصّغيرة وكذا الحكم يختصّ بالحرّة ، فانّ الأمة عدّتها قرءان ، إذا كانت مستقيمة الحيض ولمّا كان القرء مشتركا بين الحيض والطّهر لإطلاقه عليهما أمّا على الحيض فلقوله صلىاللهعليهوآله : دعي الصّلاة أيّام أقرائك (٢) وأمّا على الطهر فلقول الأعشى (٣)
__________________
(١) البقرة : ٢٢٨.
(٢) خطابه صلىاللهعليهوآله لفاطمة بنت أبى حبيش ، راجع مشكاة المصابيح ص ٥٧ ، الوسائل.
(٣) الأعشى في اللغة من لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار ، وعدة من هو أعشى من الشعراء سبعة عشر شاعرا سردهم الآمدي في المؤتلف والمختلف من ص ١٠ ـ ١٢١ وأبو أحمد العسكري في كتاب شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف ٤٣٣ ـ ٤٣٦.
وقائل البيتين هو أعشى قيس : ميمون بن قيس الوائلى المكنى بابى بصير ، ذكر نسبه التبريزي في شرح القصائد العشر الى عدنان ص ٢٨٨ وترى ترجمته في الخزانة للعبدي ص ١٢٠ ـ ١٢٢ في شرح الشاهد الثالث والعشرين ، وفي الإعلام للزركلى ص ٣٠٠ ج ٨ وبلوغ الارب ج ٣ ص ١٢٩ ـ ١٣٣ ، والشعر والشعراء ص ٧٩ ـ ٨٤.
كان شاعرا جاهليا أدرك الإسلام ، ولما يسلم حتى سقط من بعيره فمات ، كان من فحول شعراء الجاهلية ، سلك في شعره كل مسلك ، يفد على الملوك ، وفي الخزانة : قال المفضل : من زعم أن أحدا أشعر من الأعشى فليس يعرف الشعر ، وقال الآلوسي في بلوغ الارب عند ترجمة زهير ابن ابى سلمى ج ٣ ص ٩٧ هو أحد الأربعة الذين وقع عليهم الاتفاق على أنهم أشعر العرب ، وهم امرؤ القيس ، وزهير ، والنابغة ، والأعشى ، فاما الاختلاف