فيقيّد به إطلاق غيرها من الآيات.
الخامسة ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ ) (١).
وتقرب منها الآية في الطّور ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ ) (٢).
الكلام في الآيتين متقارب وبحثه يعلم ممّا تقدّم فلا وجه لإعادته.
بقي ههنا فوائد نوردها مختصرة :
١ ـ المراد بأدبار السجود التعقيب بعد الصّلوات بالتّسبيح والدّعاء عن ابن عبّاس ، وعن عليّ عليهالسلام الركعتان بعد المغرب وعن الصّادق عليهالسلام أنّه الوتر آخر اللّيل (٣) وعن الجبائيّ النوافل بعد المفروضات وعندي أنّ حمله على العموم أولى والأدبار جمع دبر وقرأ حمزة بكسر الهمزة مصدرا مضافا والكلّ من أدبرت الصّلاة أي انقضت نحو أتيتك خفوق النّجم والمراد هنا وقت انقضاء الصّلاة.
٢ ـ « حين تقوم » قيل : المراد تقوم من مجلسك بأنّه يقول : « سبحانك اللهمّ وبحمدك لا إله إلّا أنت اغفر لي كلّ ذنب وتب عليّ » عن سعيد بن جبير ، ولذلك ورد مرفوعا أنّه كفّارة المجلس (٤) وعن عليّ عليهالسلام : « من أحبّ أن يكتال حسناته بالمكيال الأوفى فليكن آخر كلامه إذا قام من مجلسه « سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » (٥).
وقيل : تقوم في اللّيل من النّوم ، في الحديث عن الباقر والصّادق عليهماالسلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقوم من اللّيل ثلاث مرّات فينظر في آفاق السّماء ويقرأ الخمس من آخر
__________________
(١) ق : ٣٩ و ٤٠.
(٢) الطّور : ٤٩ و ٥٠.
(٣) مجمع البيان ذيل الآية الشّريفة.
(٤) مجمع البيان ذيل الآية الشّريفة.
(٥) الوسائل ب ٢٤ من أبواب التّعقيب ح ١١.