من أصحابنا : تحريمه من جهة نشيشه وضراوة إنائه إذا كرّر فيه العمل. وفي
الآية المذكورة فوائد تأتي في باب الأطعمة.
الحادية
عشر (
وَثِيابَكَ
فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ
)
.
الأكثر على أنّ
المراد الطّهارة من النّجاسات وقيل ثيابك فقصّر لأنّه أبعد من القذر والتّلف وترك
لعادات العرب في طول ثيابهم المستهجن وقيل نفسك فطهّر من الرّذائل يقال فلان طاهر
الثوب نقيّ الجيب ومنه قول عنترة الشّاعر :
وشككت
بالرّمح الأصمّ ثيابه
|
|
ليس الكريم
على القنا بمحرّم
|
كنّى بما يشتمل
على البدن عنه وهو أمر باستكمال قوّته العملية.
وفي الآية
أحكام :
١ ـ أنّ الأمر
بالتّطهير واجب لأنّه حقيقة في الوجوب.
٢ ـ أنّه واجب
لأجل الصّلاة لا لذاته أمّا أوّلا فللإجماع وأمّا ثانيا فلقرينة ( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ) فإنّ المراد تكبير الافتتاح كما سيجيء.
٣ ـ أنّ هذا
العموم مخصوص لما ورد في النقل بالعفو عن الدّم غير المغلّظ الّذي يقصر عن الدّرهم
والجروح والقروح الّتي لا ترقأ أو حال الضّرورة ولا يمكن النّزع أو كون الملبوس لا
تتمّ الصّلاة فيه وحده أو غير ذلك من الرّخص.
٤ ـ أنّ
التّطهير لغير الصّلاة ليس بواجب بل يستحبّ للتهيّأ لها وللتمرّن عليه فيسهل عند
إرادتها :
٥ ـ الرّجز
إمّا العذاب لقول الأكثر فيكون أمره بهجرانه أمرا بهجران أسبابه الموجبة له وهو
أمارة وجوب تطهير الثّياب ، أو النّجاسة فهو حينئذ صريح في وجوب توقّي النّجاسة
حال الصّلاة.
__________________