فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : أمّا الأوّل فقد أخذ يرخصه الله وأمّا الثاني فقد
__________________
بالحق لعله لم يسمع الآيتين.
غير انه يلزمه أن يقول في فعل يعقوب بن السكيت بدخوله النار ، أعاذنا الله منه.
ومنها ما عن يوسف بن عمران الميثمي قال : سمعت ميثم النهرواني يقول : دعاني أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليهالسلام وقال : كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بنى أمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة مني؟ فقلت : يا أمير المؤمنين انا والله لا ابرء منك قال : إذا والله يقتلك ويصلبك قلت أصبر فذاك في الله قليل فقال : يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.
أقول : وقد روى أصحاب السير والتواريخ نحوا من ذلك في رشيد الهجري وكميل بن زياد النخعي وقنبر وأمثالهم من حواري أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ونقل أنهم لم يبرؤا منه حين عرض البراءة عليهم فصلبوا وقتلوا وقطعت أيديهم وأرجلهم ولسانهم لكنه لم يشك احد من الفقهاء في أنهم قد دخلوا الجنة مع أوليائهم الأبرار وحسن أولئك رفيقا.
وانما صدعوا بالحق ولم يبرؤا منه بظاهر من القول ، لاختصاصهم به عليهالسلام أشد اختصاص معروفين بصداقته وحبه العميق فلو تبرؤا منه عليهالسلام إيثارا على أنفسهم المقبوضة غدا أو بعد غد كان ذلك موجبا لهوانهم وحط منزلتهم وقدرهم حيث كانوا يفرون من الموت كفرار من أخلد إلى الأرض واتبع هواه وكان أمره فرطا.
فهم على اختصاصهم به عليهالسلام وكونهم من حواريه وأصحاب سره لا يليق بهم أن يرغبوا بأنفسهم عن إعزازه عند الاعداء ويجعلوا أنفسهم سخريّة عند المحب والعدو بالتفوه بالسب أو البراءة أو النيل منه على رؤس الاشهاد ولو أنهم أخذوا بالرخصة وآثروا الحياة الدنيا الفانية لنزلوا عن درجته عليهالسلام في الجنة إلى الدرجات النازلة المنحطة ان لم يصيروا بذلك مصداقا لتأويل قوله تعالى ( فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذاباً لا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعالَمِينَ ).
وعندي ان عملهم ذلك دعا الناس الى أن توهموا عليه قوله عليهالسلام : « ستدعون إلى سبى والبراءة مني أما السب فسبوني وأما البراءة فلا تبرؤا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت الى الايمان والهجرة » وذلك لان السب أفحش من البراءة ومتضمن له فكيف