فائدة : كانت الأمم من قبل شرعنا يمتنعون من أكل نسائكهم فرفع
الله تعالى الحرج من أكلها في هذه الملّة.
٢ ـ قال
الجوهريّ « القانع » الراضي بما معه وبما يعطى من غير سؤال من قنع بالكسر يقنع
قناعة فهو قانع وقيل من قنع يقنع بفتح العين فيهما قنوعا فهو قانع إذا خضع وسأل «
والمعترّ » على الأوّل المتعرّض للسؤال بل السائل وعلى الثاني المتعرّض من غير
سؤال وفي الروايات ما يدلّ على القولين إن قلت : قد تقدّم «
وَأَطْعِمُوا
الْبائِسَ الْفَقِيرَ » وهنا « الْقانِعَ
وَالْمُعْتَرَّ » فما وجههما؟ قلت : لا منافاة لجواز اجتماع الوصفين في
واحد بأن يكون ذا ضرّ من فقره يسأل أولا يسأل.
فائدة
: ظاهر الروايات
والفتيا على قسمة الهدي أثلاثا قيل وجوبا وقيل ندبا وهو الأشهر يتصدّق بثلثه ويهدي
ثلثه ويأكل ثلثه ولو كان المأكول أقلّ من الثلث جاز.
٣ ـ يجب كون
الهدي الواجب تامّا غير مهزول والهزال أن لا يكون على كليتيه شحم وينبّه على ذلك
قوله تعالى « لَكُمْ فِيها خَيْرٌ
» والنّاقص والمهزول لا
خير فيهما.
٤ ـ «
لَنْ
يَنالَ اللهَ لُحُومُها » أي لن ينال رضا الله لحوم هذه البدن ولا إراقة دمائها
لينتفع بها الفقراء فقطّ بل ينال رضاه التقوى منكم بامتثال أوامره والانتهاء عن
نواهيه وإخراج تلك البدن من مال طيّب لا شبهة فيه عن سخاء نفس فانّ الطبيعة شحيحة
ومخالفتها من التقوى والمراد بنيل الرضا تحصيله قيل إنّ الجاهلية كانوا إذا نحروا
البدن لله لطخوا البيت بدمائها فأراد المسلمون أن يفعلوا [ ك ] ذلك فنهاهم الله
بهذه الآية .
٥ ـ «
كَذلِكَ
سَخَّرْناها » لمّا وصفها بأنّها بدن عظام لهم فيها منافع وأنّها قائمة
أخبر بأنّه كما جعلها بتلك الأوصاف سخّرها لكم وذلك نعمة عظيمة يستحقّ بها الشكر
وكرّر ذلك التسخير لأنّه ذكر أوّلا أنّ تسخيرها معلّل بالشكر ولم يبيّن
__________________