مقدّمة التحقيق
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ، واللعنة على أعدائهم أجمعين.
هو الشيخ أبو عبد الله شمس الدين محمّد بن مكّي. ولد في جزّين من بلاد جبل لبنان بعد سنة ٧٢٠. وقتل رحمهالله بالسيف مظلوما شهيدا ، ثمّ صلب ، ثمّ رجم ، ثمّ أحرق جسده بالنار في التاسع من جمادى الأولى سنة ٧٨٦ برحبة القلعة في سوق الجمال بدمشق بعد أن سجن عاما. ويلقّب بالشهيد على الإطلاق والشهيد الأوّل.
ومن أسباب استشهاده ، اهتمامه رحمهالله بترويج مذهب الشيعة الإماميّة ، وسعيه لإقامة مركز ثقل وقوّة للشيعة في الشام ؛ فقد كان كثير التردّد إلى دمشق لتعليم وإرشاد الشيعة المقيمين فيها. وارتباطه ب « علي بن مؤيّد » السلطان الشيعي العلوي ، وقد ألّف كتاب « اللمعة الدمشقيّة » له بمقصد تفقيهه في المذهب الإمامي وتنظيم دولته على أساس فقه شيعي.
قد ألّف رحمهالله كتبا ورسائل كثيرة في موضوعات مختلفة من الفقه والحديث والكلام وغيرها.
من أراد الاطّلاع على حياة الشهيد ومؤلّفاته فليراجع « غاية المراد » ، ج ١ ، ص ٦٩ ـ ٢٥٩ ، مقدّمة التحقيق ، فقد استوفى الكلام في هذا المجال الشيخ رضا المختاري جزاه الله خير الجزاء.