وقت دون آخر وعلى وجه دون آخر يفتقر إلى مخصّص ، وليس إلّا الإرادة والكراهة ؛ ولأنّه تعالى أمر بالطاعة ونهى عن المعصية ، والأمر مستلزم الإرادة ، والنهي مستلزم الكراهة ؛ لما سيأتي من حكمته تعالى.
[ المسألة ] الخامسة عشرة : الله تعالى صادق في وعده ووعيده ؛ لأنّ الكذب قبيح عقلا وسمعا ، والله تعالى منزّه عنه ؛ لما سيأتي أنّه لا يفعل القبيح.
[ المسألة ] السادسة عشرة : الله تعالى ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض ؛ لما ثبت من حدوثها وقدمه تعالى ؛ لأنّ الجسم يمتنع عليه أن يفعل الجسم ، وقد بيّنّا أنّه فاعل الأجسام ؛ ولأنّ العرض متقوّم بغيره ، وكلّ متقوّم بغيره فهو ممكن ، والله تعالى واجب الوجود.
[ المسألة ] السابعة عشرة : الله تعالى غير متركّب عن شيء ، وإلّا لا فتقر إلى أجزائه ، وأجزاؤه غيره ، والمفتقر إلى غيره ممكن ، وقدّمنا أنّه تعالى واجب الوجوب.
[ المسألة ] الثامنة عشرة : الله تعالى لا يحلّ في محلّ ولا جهة ، وإلّا لا فتقر إلى المحلّ والجهة ، ولزم حدوثه أو قدمهما ، أو حدوث الحاجة إليهما ، وهو محال.
[ المسألة ] التاسعة عشرة : الله تعالى غير متّحد بغيره ، خلافا للنصارى القائلين باتّحاده بالابن والأب وروح القدس (١).
وبرهانه : أنّ الاتّحاد لا يتصوّر إلّا على سبيل الامتزاج ، وهو في الحقيقة ليس اتّحادا ، مع امتناعه عليه ؛ ولأنّ الاثنين إن اتّحدا وبقيا كما كانا لم يكن اتّحادا ، وإن عدما لم يكن اتّحادا ، وإن عدم أحدهما وبقي الآخر لم يكن اتّحادا ؛ لبقاء الاثنين وتجدّد ثالث واستحالة المعدوم بالموجود.
[ المسألة ] العشرون : الله تعالى ليس بمحلّ للحوادث ؛ لامتناع حدوثه ؛ ولأنّ من قامت به الحوادث فهو منفعل عن غيره ، وكلّ منفعل عن غيره فهو ممكن ، وقد تقرّر أنّه تعالى واجب الوجود.
[ المسألة ] الحادية والعشرون : الله تعالى ليس بمرئيّ بالبصر في الدنيا ولا في الآخرة ؛ وهو بيّن الانتفاء بعد سلب الجهة والعرضيّة والحصول في الجهة والمحلّ عنه.
__________________
(١) للمزيد راجع الملل والنحل ١ : ٢٢٠ و ٢٢١.