واجبة ، والمعطوف على الواجب واجب ، فلو أمر الإمام بمعصية لوجب أن يطاع
فيها ، وهو باطل قطعا ، فيستحيل صدورها منه ، وإلّا لوجب اتّباعه فيها ، وغير عليّ
عليهالسلام ليس بمعصوم بالإجماع ، أو غير مشروط فيه العصمة.
ومنها : ما
تواتر من طرق الشيعة مع انتشارهم في أقطار الأرض ، وقيام عدد التواتر فيهم ، ونقلته
شرذمة ممّن ترك الأهواء من أهل الخلاف : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نصّ عليه بالألفاظ الصريحة التي لا تحتمل التأويل ، مثل
قوله : « هذا إمامكم بعدي سلّموا عليه بإمرة المؤمنين
» « هذا خليفتي عليكم
» .
ومنها : ما
تواتر من قبل الفريقين ، ولم ينكره أحد من أهل القبلة ، وهو قوله بغدير خم عام
حجّة الوداع حيث جمع الرجال وصعد المنبر ، وقال :
ألست أولى منكم
بأنفسكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : فمن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ
وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحقّ معه
كيفما دار.
ولفظة «
مولى » يعني أولى ، وهو
مشهور الاستعمال في اللغة العربيّة ، ويدلّ عليه قوله :
« ألست أولى ».
ومنها : ما صحّ
نقله عن الخصم عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا توجّه إلى غزوة تبوك وخلّف عليّا عليهالسلام بالمدينة واستخلفه عليها ، فقال : «
يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟ » فقال : « أما ترضى أن تكون
منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ».
والمنزلة
للعموم ، وإلّا لما صحّ الاستثناء ، ومن جملة منازل هارون أنّه لو عاش بعد موسى
لكان خليفة ، فيكون عليّ عليهالسلام خليفة ؛ ولأنّه استخلفه على المدينة ولم ينقل عزله
عنها.
[
المسألة ] السابعة والثلاثون :
الإمام الحقّ بعد عليّ
عليهالسلام ولده أبو محمّد الحسن الزكيّ ،
__________________