وفي أحكام القرآن للجصّاص :
( قال الله تعالى : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) روي عن مجاهد والسديّ وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم : أنّها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدّق بخاتمه وهو راكع ... وقوله تعالى : ( ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) يدل على أنّ صدقة التطوّع تسمّى زكاة ؛ لأنّ علياً تصدّق بخاتمه تطوّعاً وهو نظير قوله تعالى : ( وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) (١).
وفي أسباب النزول للنيسابوري :
( قوله تعالى : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال جابر بن عبد الله : جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إنّ قوماً من بني قريظة والنضير قد هاجرونا وفارقونا ، وأقسموا أنّ لا يجالسونا ، ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل ، وشكى ما يلقى من اليهود ، فنزلت هذه الآية ، فقرأها عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء.
ونحو هذا قال الكلبي وزاد : أنّ آخر الآية في علي بن أبي طالب رضوان الله عليه ، لأنّه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة.
( أخبرنا ) أبو بكر التميمي قال : ( أخبرنا ) عبد الله بن محمّد بن جعفر قال : حدّثنا الحسين بن محمّد بن أبي هريرة قال : حدّثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال : حدّثنا محمّد الأسود ، عن محمّد بن مروان ، عن محمّد السائب ، عن أبي صالح ،
__________________
١ ـ أحكام القرآن : ج ٢ ، ص ٥٥٧ ـ ٥٥٨.