نبي الله صلّى الله عليه وآله وهو يتضوّر ، وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتّى أصبح ، ثمّ كشف عن رأسه ) (١).
وقال الإمام علي عليهالسلام عند مبيته على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله شعرا :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا |
|
ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر |
رسول إله خاف أن يمكروا به |
|
فنجاه ذو الطول الإله من المكر |
وبات رسول الله في الغار آمنا |
|
موقى وفي حفظ الإله وفي ستر |
وبت أراعيهم وما يثبتونني |
|
وقد وطنّت نفسي على القتل والأسر (٢) |
١ ـ إنّ من الظلم والافتراء ما ذكره فضل بن روزبهان من أنّ أكثر المفسّرين يقولون : إنّ الآية قد نزلت في الزبير والمقداد ، حيث أرسلهما النبي ( صلىاللهعليهوآلهوسلم ) إلى مكّة لينزلا خبيب بن عدي عن الخشبة التي صلب عليها ، وكان حول خشبته أربعون من المشركين ، فخاطرا بأنفسهما حتّى أنزلاه ، فأنزل الله الآية.
نعم ، إنّه ظلم لمن فداه بنفسه ، وتغطى ببرد الموت منتظره ، وافتراء على الله أن يحرّفا كلام الله عن موضعه وأهله وعلى كلّ حال هناك كثير من السنة ممن ذكرناهم ، ومنهم : أحمد بن حنبل أوردوها في الإمام عليهالسلام ، ويذكر العلاّمة المظفر أنّ المفسّرين لم يذكروا ذلك ، حتّى السيوطي ، والرازي ، والكشاف مع أنّ الرازي
__________________
١ ـ المستدرك على الصحيحين : ج ٣ ، ص ١٣٣.
٢ ـ المستدرك ٣ : ٤ ، شواهد التنزيل ١ : ١٣١ ، المناقب ١٢٧.