الدليل السابع عشر : حديث الطير
إنّ في حديث الطير دلالة عظيمة جاءت على لسان أعظم خلق الله ، منها : أنّ أحبّ خلق الله من جاء وأكل معه من ذلك الطير ، والنبي صلىاللهعليهوآله جاء لهدف رسالي تشريعي ؛ لأنّه لا ينطق ولا يعمل إلّا لحكمة وهدف تبليغي وتعليمي وتشريعي ، فهو ليس إنساناً عادياً يمدح إنساناً اليوم ويسبّه غداً لغرض شخصي ، فهو لا يمدح مثل هذا المدح ، وخصوصاً أن يقول : فلان أحبّ الخلق إلى الله ورسوله.
هذا لفظ له وزن خاص عند من قال ومن سمع وإلاّ لما اضطر أنس أن يردّ علياً مراراً.
ونترك التحليل بعد قراءة النص ، وليحلل القاريء ما شاء ، فالنص غني عن أيّ غموض ، ويفهمه كلّ متدبّر منصف يهمّه معرفة الحق واتباعه.
سنن الترمذي :
أخبرنا عبيدالله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي صلىاللهعليهوسلم طير فقال : ( اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معى هذا الطير فجاء علي فأكل معه ) (١).
مجمع الزوائد :
عن أنس بن مالك قال : ( اُهدي لرسول الله صلىاللهعليهوسلم أطيار ، فقسّمها بين نسائه ، فأصاب كلّ امرأة منها ثلاثة ، فأصبح عند بعض نسائه صفية
__________________
١ ـ سنن الترمذي ج ٥ : ٣٠٠.