وأمّا قوله : ( والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) فإنّ أهل التأويل اختلفوا في المعنيّ به ، فقال بعضهم : عُني به علي بن أبي طالب. وقال بعضهم : عّني به جميع المؤمنين. ذكر من قال ذلك : حدّثنا محمّد ابن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ ، قال : ثمّ أخبرهم بمن يتولّاهم ، فقال : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) هؤلاء جميع المؤمنين ، ولكن علي بن أبي طالب مرّ به سائل وهو راكع في المسجد ، فأعطاه خاتمه.
حدّثنا هناد بن السريّ ، قال : ثنا عبدة ، عن عبد الملك ، عن أبي جعفر ، قال : سألته عن هذه الآية : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) قلنا : من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا! قلنا : بلغنا أنّها نزلت في علي بن أبي طالب ، قال : علي من الذين آمنوا.
حدّثنا ابن وكيع ، قال : ثنا المحاربي ، عن عبد الملك ، قال : سألت أبا جعفر ، عن قول الله : ( إنّما وليّكم الله ورسوله ) ، وذكر نحو حديث هناد عن عبدة.
حدّثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي ، قال : ثنا أيوب بن سويد ، قال : ثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية : ( إنّما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا ) قال : علي بن أبي طالب.
حدّثني الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا غالب بن عبيد الله ، قال : سمعت مجاهداً يقول في قوله : ( إنّما وليّكم الله ورسوله .. ) الآية ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ، تصدّق وهو راكع ) (١).
__________________
١ ـ جامع البيان : ج ٦ ، ص ٣٨٩.