في حال غيبته ، وهو الحاكم والرئيس المطلق (١).
له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكم بين الناس ، وإنّ ما اتّفق عليه علماء الطائفة الحقّة ، وأثبتوه بالأدلّة والبراهين أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، من إمام ظاهر معلوم أو باطن مستور ، لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ، ولو خليت الأرض لساخت بأهلها ، ولأصبح أعاليها أسافلها ، فصلاحها من الله تعالى بالإمام ، ولو لم يبق في الأرض إلّا اثنان لكان أحدهما الحجّة كما في الأخبار (٢) ، ولذلك انتجب المولى تعالى بحكمته أنبياءه ورسله ، واختارهم أُمناء على وحيه ، وقواماً على خلقه ، وشهداء يوم حشره ، ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (٣) بالحجج والآيات ، حتّى خاتمهم محمّد صلىاللهعليهوآله سيّد الكائنات.
ولما كانت نبوّات الأنبياء السابقين مختصّة بأزمانهم وأجيالهم ، اقتضت الحكمة أنّ تكون معاجزهم محدودة الأجل ، لتكون حجّة على من رآها ، وحجّة على من سمع بها بالتواتر ، ولابدّ للرسالة الخالدة أيضاً من حجّة خالد ة إلى يوم يبعثون ، ليسير الثقلان جنباً لجنب ، وهذا ما جاء في حديث الثقلين المتواتر ؛ لأنّ أمد الرسول صلىاللهعليهوآله وأجله معلوم ، فترك في أُمّته ثقلين ليكونا للأُمّة أمانين من الاختلاف ، الثقل الأوّل ، القرآن الكريم ، وهو حمّال ذو وجوه ( مِنْهُ آيَاتٌ
__________________
١ ـ راجع عقائد الإمامية للشيخ العلاّمة محمّد رضا المظفر : ٢٢ ، تحت عنوان ( عقيدتنا في المجتهد ) ، وغيره من كتب الشيعة التي بحثت ولاية الفقيه مفصّلة.
٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : الباب ٢١ و٢٢.
٣ ـ البقرة (٢) : ١٤٣.