والزبير ، وقتل سبعة عشر ألفاً من أصحاب الجمل ، وكانوا ثلاثين ألفاً. وقتل من أصحاب علي ألف وسبعون ) (١).
فمن المسؤول عن قتل هؤلاء الذين كانوا يشهدون الشهادتين؟!
وقد تنّبأ النبي صلىاللهعليهوآله بمعركة الجمل كما قال في معجم البلدان : وقال أبو منصور : الحوأب : موضع بئر نبحت كلابه على عائشة عند مقبلها إلى البصرة ...
وفي الحديث : إنّ عائشة لما أرادت المضي إلى البصرة في وقعة الجمل مرّت بهذا الموضع فسمعت نباح الكلاب فقالت : ما هذا الموضع؟ فقيل لها : هذا موضع يقال له : الحوأب : فقالت : إنّا لله ما أراني إلّا صاحبة القصّة!! فقيل لها : وأيّ قصة؟ قالت : سمعت رسول الله يقول ـ وعنده نساؤه ـ : ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب سائرة إلى الشرق في كتيبة!! وهمّت بالرجوع فغالطوها وحلفوا لها أنّه ليس بالحوأب ) (٢).
وروى أحمد بن حنبل عن قيس قال : ( لما أقبلت عائشة وبلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب. قالت : أيّ ماء هذا؟ قالوا : ماء الحوأب ، قالت : ما أظنني إلّا أنّي راجعة فقال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم. قالت : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لها ذات يوم : كيف بإحداكّن تنبح عليها كلاب الحوأب ) (٣).
__________________
١ ـ نهج البلاغة مع شرح محمّد عبده ١ : ٤٤.
٢ ـ مجمع البلدان ٢ : ٣١٤.
٣ ـ مسند أحمد بن حنبل ج ٦ ص ٥٢.