هذا نصّه : ( كنتم جند المرأة ، وأتباع البهيمة ، رغا فأجبتم ، وعقر فهربتم ، أخلاقكم دقاق ، وعهدكم شقاق ، ودينكم نفاق ، وماؤكم زعاق ، والمقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه ، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربّه كأنّي بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها ). ويقول محمّد عبده في شرحه : ( ومجمل القصّة أنّ طلحة والزبير بعد ما بايعا أمير المؤمنين فارقاه في المدينة وأتيا مكّة مغاضبين ، فالتقيا بعائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم فسألتهما الأخبار ، فقالا : إنّا تحمّلنا هرباً من غوغاء العرب بالمدينة ، وفارقنا قومنا حيارى لا يعرفون حقّاً ولا ينكرون باطلاً ولا يمنعون أنفسهم ، فقالت : ننهض إلى هذه الغوغاء أو نأتي الشام. فقال أحد الحاضرين : لا حاجة لكم في الشام قد كفاكم أمرها معاوية فلنأت البصرة فإنّ لأهلها هوى مع طلحة ، فعزموا على المسير ، وجهّزهم يعلى بن منبه ، وكان والياً لعثمان على اليمن ، وعزله علي كرّم الله وجهه ، وأعطى للسيّدة عائشة جملاً اسمه عسكر ، ونادى مناديها في الناس بطلب ثأر عثمان ، فاجتمع نحو ثلاثة آلاف ، فسارت فيهم إلى البصرة ، وبلغ الخبر علياً ، فأوسع لهم النصيحة وحذّرهم الفتنة ، فلم ينجح النصح ، فتجهّز لهم وأدركهم بالبصرة ، وبعد محاولات كثيرة منه يبغي بها حقن الدماء نشبت الحرب بين الفريقين واشتّد القتال ، وكان الجمل يعسوب البصريين قتل دونه خلق كثير من الفئتين ، وأخذ خطامه سبعون قرشياً ما نجا منهم أحد ، وانتهت الموقعة بنصر علي كرّم الله وجهه بعد عقر الجمل. وفيها قتل طلحة