وما يرافق ذلك من
مظاهر شاذّة كظاهرة أولاد الشوارع ، وتفشي الجريمة والسرقة ، الأمر الذي أدّى إلى
تمزق النسيج الاجتماعي ، وهو أمر يهدد المجتمع الغربي عموماً بعواقب وخيمة.
ولقد حذّرت مدرسة أهل البيت عليهمالسلام من تلك العواقب من قديم الزمان ، يقول
أمير المؤمنين عليهالسلام
: « ألا أخبركم بأكبر
الزِّنا ؟.. هي امرأة توطئ فراش زوجها ، فتأتي بولد من غيره فتلزمه
زوجها ، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة ، ولا يزكيها ، ولها
عذاب عظيم »
، وفي هذا الحديث إشارة إلى اختلال واختلاط الانساب فيصادر الزِّنا حق الابناء في
الانتساب إلى آبائهم.
ويبين الإمام الثامن علي بن موسى الرضا عليهالسلام علة تحريم الزِّنا بقوله : « حُرم الزِّنا لما فيه من
الفساد من قتل النفس ، وذهاب الانساب ، وترك التربية للأطفال ، وفساد المواريث ،
وما أشبه ذلك من وجوه الفساد » .
ولا يخفى ان هذه الامور فيها اعتداء
صارخ على حق الطفل في الحياة والانتساب والتربية والميراث. ولقد وجّه أحد الزنادقة
سؤالاً إلى أبي عبدالله عليهالسلام
، لِمَ حرّم الله الزِّنا ؟ فأجابه الامام برحابة صدر وسعة أفق قائلاً : « لِمَا فيه من الفساد ، وذهاب
المواريث ، وانقطاع الأنساب ، لا تعلم المرأة في الزِّنا من أحبلها ، ولا المولود
يعلم من أبوه .. » .
ولقد أصاب الإمام عليهالسلام بذلك كبد الحقيقة ، من أن الزّنا يصادر
حق
__________________