استمالة
قلبها بالهيئة الحسنة في عينها. وتوسعته عليها
» .
على أن أشد ما يسترعي الانتباه : إن هذه
الاقوال ، ليست ـ مجرّد ـ كلمات تنشر في الهواء ، يطلقها الأئمة عليهمالسلام من أجل الموعظة ، بل جسّدها أهل بيت
العصمة بحذافيرها على صعيد الواقع ، فلا توجد إشكالية انفصام في سلوك أهل البيت عليهمالسلام بين الوعي والواقع ، ومن الشواهد
الدالة على ذلك ، يروي الحسن بن الجهم قال : رأيت أبا الحسن عليهالسلام اختضب فقلتُ : جعلت فداك اختضبت ؟ فقال
: « نعم ، إنّ التهيّة
ممّا يزيد في عفّة النّساء ، ولقد ترك النّساء العفّة بترك أزواجهنّ التهيّة
... أيسرّك أن تراها على
ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيّة
» ؟ قلتُ : لا ، قال : « فهو
ذاك » .
فالإمام عليهالسلام
يدرك أنّ الاستمالة تشكل النقطة المركزية في الحياة المشتركة لكلا الزوجين ؛ لذلك
يراعي حق الزوجة ، ويسعى إلى استمالة قلبها من خلال التهيّة ، ولأن عدم التوافق في
هذا الجانب ، يعتبر من الأسباب الأساسية في الاخفاق في الزَّواج. صحيح أنّ الزّواج
في الإسلام ليس هو إشباع شهوة الجنس. فالجنس مجرّد وسيلة لهدفية الزّواج ،
المتمثلة بضرورة خلق جيل صالح تستمر فيه الحياة الإنسانية.
ولا يعني ذلك التقصير بحق الزّوجة في
المتعة الجنسية بالمقدار المتعارف ، فلا يجوّز الشرع هجرها أكثر من أربعة أشهر.
__________________