وفي اليوم الثالث من ( المتعة ) أجريت مع ( محمد ) حواراً طويلاً عن ( عدم تحريم الخمر ) ، وكلَّما استدلَّ بالآيات القرآنية والأحاديث زيفتها ، وقلت له أخيراً : لقد صحَّ أنّ معاوية ويزيد وخلفاء بني أميّة وبني العباس كانوا يتعاطون الخمر ، فهل من الممكن أنْ يكون كل أولئك على ضلال وأنت على صواب ، إنّهم لا شك كانوا أفهم لكتاب الله وسنّة الرسول ممّا يدلّ على أنّهم لم يفهموا التحريم ، وإنّما فهموا الكراهة والإعافة ، وفي الأسفار المقدسة لليهود والنصارى إباحة الخمر ، فهل يعقل أنْ يكون الخمر حراماً في دين وحلالاً في دين ، والأديان كلها من عند إله واحد ؟
ثمّ إنّ الرواة رووا أنّ عمر ( بن الخطاب ) شرب الخمر حتى نزلت الآية ( فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) ولو كانت الخمرة حراماً لعاقبه الرسول ، فعدم عقاب الرسول دليل الحليّة.
أخذ يسمعني ( محمد ) بكل قلبه ، ثم تنهّد وقال : بل ثبت في بعض الأخبار أنّ عمر ( ابن الخطاب ) كان يكسر الخمر بالماء ويشربها ، ويقول : إن سكرها حرام.. ولا ، إذا لم تكن تسكر.
ثمّ أردف الشيخ قائلاً : وكان عمر صحيح
الفهم في ذلك ، لأنّ القرآن يقول : ( إِنَّمَا يُرِيدُ
الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ) فإذا لم تسكر الخمر لم تفعل هذه الأمور التي ذكرت في الآية وعليه فلا